النهار

بصيصٌ من الأمل... الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لاكتشاف مرض السل في المناطق المحرومة
المصدر: "النهار"
بصيصٌ من الأمل... الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لاكتشاف مرض السل في المناطق المحرومة
تعبيرية
A+   A-
في عالمٍ تستمر فيه التكنولوجيا في إعادة تشكيل الطريقة التي نعيش فيها، فإن مجال الرعاية الصحية ليس استثناء. أحد المجالات التي تشهد تحولاً كبيراً هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد الأمراض من خلال أشعة الصدر السينية.  
 
 
 
ويمكن لهذه الخوارزميات المتطورة تحليل الأشعة السينية للصدر وتحديد الحالات الشاذة مثل الالتهاب الرئوي والسل وسرطان الرئة. وتوفر هذه التقنية تشخيص أسرع وأكثر دقة يؤدي إلى تحسين رعاية المرضى. 
 
 
 
وتسلط دراسة حديثة الضوء على دقة هذه التقنيات وإمكاناتها المنقذة للحياة حتى في المجتمعات المحرومة من الخدمات ونقص في أدوات الكشف والأطباء المدربين. وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2021 كان هناك ما يقدر بنحو 1,6 مليون حالة وفاة بسبب مرض السل في جميع أنحاء العالم، ما يجعله أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم. 
 
 
 
وقُدمت الأسبوع الماضي في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية دراسة لـ "مقارنة تفسيرات تصوير الصدر بالأشعة بواسطة الذكاء الاصطناعي مقابل اختصاصيي الأشعة في تشخيص مرض السل الرئوي"، بقيادة الدكتور فراوك رودولف من جامعة آرهوس. 
 
 
 
وفي تحليلٍ للأثر الرجعي لصور الأشعة السينية لـ 498 مريضاً، بمن في ذلك 57 شخصاً تم تشخيص إصابتهم بالسل، أظهر برنامج الذكاء الاصطناعي "حساسية" بنسبة 75 في المئة و"خصوصية" بنسبة 85,7 في المئة، ما يعني أنه حدد بشكلٍ صحيح 75 في المئة من الحالات الإيجابية وأظهر معدل دقة بنسبة 85,7 في المئة في تقديم نتائج سلبية للمرضى غير المصابين بالسل. 
 
 
 
وتفوقت هذه النتائج على اختصاصيي الأشعة الأقل خبرة، وطابقت اختصاصيي الأشعة ذوي الخبرة. وما يجعل هذه التجربة أكثر إثارة للإعجاب هو أنها أجريت على صور الهاتف المحمول للأشعة السينية التناظرية للصدر، ما يعزز قابليتها للتطبيق في المناطق المحرومة.  
 
 
 
وصرح الدكتور رودولف في بيان: "في المناطق ذات الموارد المنخفضة التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالسل، ولكن تعاني من نقص في اختصاصيي الأشعة، يمكن تصوير الأشعة السينية للصدر بهاتف محمول وإرسال الصور لتحليلها عن بعد بواسطة الذكاء الاصطناعي". 
 
 
 
ومع ذلك، يجب ألا يعتمد الأطباء فقط على تقييمات الذكاء الاصطناعي، ولا يجب اعتبار هذه التقنية كنهج واحد يناسب الجميع لتحديد هذا المرض. وكانت دراسة نُشرت عام 2021 في مجلة "Lancet Digital Health" أشارت إلى أنه وبالرغم من فعالية أنظمة الكشف بمساعدة الذكاء الاصطناعي إلا أنها تواجه بعض التحديات.  
 
 
 
وقد يختلف أداء هذه التقنية في مجموعات فرعية معينة من المرضى، مثل أولئك المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو غيرها من الحالات المثبطة للمناعة. بالإضافة إلى ذلك، في حين أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في تحديد حالات السل المحتملة، لا يزال الخبراء يوصون بإجراء فحص سريري كامل واختبارات متابعة.  
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium