أصبح الحفاظ على أمان النساء الآن "في قلب" أكبر تطبيق مواعدة في العالم، "تيندر"، على حد زعمه، بحسب ما نشرت BBC، وذلك بالشراكة مع مجموعة حملة No More ، بهدف إنهاء العنف المنزلي.
وتهدف هذه الشراكة إلى إنتاج برنامج داخل التطبيق لتثقيف الأعضاء في المواعدة الآمنة والمختصة. كما سيوفر برنامج No More التدريب لموظفي "تيندر".
وقالت رينات نيبورج، وهي أول رئيسة تنفيذية في "تيندر"، لـBBC: "إنّ عملنا في مجال السلامة لم ينتهِ أبداً". لكن منظمة "إنهاء العنف ضد المرأة" الخيرية تقول إنها ليست سوى "خطوة صغيرة" في معالجة العدد غير المتناسب من الإساءات التي تتعرّض لها النساء عبر الإنترنت.
وواجهت "تيندر"، تدقيقاً على الخدمة بشأن التفاعلات المسيئة، مع مخاوف من أن تجتذب تطبيقات المواعدة المتحرشين الجنسيين. وبحسب نيبورج، إحدى الطرق التي تعالج بها هذه المخاوف هي توظيف المزيد من النساء في جميع أنحاء الشركة، بحيث زادت عدد العاملات في فريق منتج "تيندر" بنسبة 30 في المئة منذ تولّيها منصب الرئيس التنفيذي، في أيلول 2021.
"وأضافت أنّ "مثل أي امرأة، يمكنني أن أحصي كل التجارب التي مررت بها والتي ربما لم أرغب في خوضها، من الطريقة التي يتم بها مخاطبتك، إلى الطريقة التي تُعامل بها في العمل، إلى الطريقة التي قد تحدث بها الأشياء عندما تتواعد بشكل مستمر. وأعتقد أنّ كل امرأة تحدثت إليها مرّت بتجارب كثيرة مثل هذه، وأعتقد أنها تساعد في الحصول على بعض القوة من حيث العدد".
تهديدات بالاغتصاب
وتورد أندريا سيمون، مديرة تحالف "إنهاء العنف ضد النساء"، إنّه من الضروري أن تتّخذ تطبيقات المواعدة مثل "تيندر"، إجراءات استباقية لمعالجة الإساءة. و"تُعدّ تطبيقات المواعدة وسيلة شائعة حقًا للناس لمقابلة بعضهم البعض، ولكن هناك أيضاً جانب مقلق للطريقة التي يستغل بها الجناة هذه التطبيقات لمقابلة الضحايا المحتملين، ممّا أدى إلى زيادة التقارير في حالات اغتصاب النساء اللائي يستخدمن تطبيقات المواعدة.
وتُعدّ ميزات الأمان الجديدة في "تيندر"، خطوة صغيرة لتشجيع الإبلاغ عن التحرش ولكنها لا تذهب بعيداً بما يكفي للتصدي لسوء المعاملة مثل التهديدات بالاغتصاب. وتستفيد شركات التكنولوجيا مثل "تيندر"، في النهاية، من نموذج الأعمال الذي يتجاهل الإساءة التي تسهلها خدماتها. ومن الأهمية بمكان محاسبتهم لضمان سلامة المستخدمين.
ووفق ما صرّحت باميلا زابالا، المديرة التنفيذية العالمية في "تيندر" لـBBC: "أعتقد أنّه من المهم جداً بالنسبة إلينا التأكد من أنّنا نثقّف مستخدمينا، وليس فقط تحذيرهم من السلوكيات السيئة، فإنّنا نشهد هذا التضارب بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، لذلك نحتاج إلى التأكد من أنّ أي شخص يتواعد عبر الإنترنت آمن، وهذا يبدأ بالتعليم. ونتفهم التحديات التي تواجهها النساء، لكن يجب أن تكون السلامة أولوية قصوى بالنسبة إلى "تيندر" وليس فقط النساء ولكن أي شخص يستخدم التطبيق."