أعلنت شركة " مايكروسوفت" عن استثمار متعدّد السنوات وبمليارات الدولارات مع "OpenAI" صانع "ChatGPT". وتقول "OpenAI" إنّ رأس المال الجديد، الذي لم يتمّ الكشف عن مقداره بالضبط، سيتم استخدامه لمواصلة أبحاثها المستقلة، وتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة "آمنة ومفيدة وقوية".
وستبقى "OpenAI" شركة ربحية محدودة كجزء من الصفقة. وبموجب هذا النموذج، تقتصر عوائد الداعمين على 100 ضعف استثماراتهم أو ربما أقلّ في المستقبل.
وكانت قد رفضت "مايكروسوفت" عرض مبلغ محدّد بالدولار، لكنّ شركة "سيمافور" ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أنّ "مايكروسوفت" تجري محادثات لاستثمار ما يصل إلى 10 مليار دولار أميركي.
وتمثل الاتفاقية المرحلة الثالثة من الشراكة بين الشركتين، بعد استثمارات "مايكروسوفت" السابقة في عامي 2019 و2021. وقالت "مايكروسوفت" إنّ الشراكة المتجدّدة ستسرّع من اختراقات الذكاء الاصطناعيّ، وتساعد الشركتين على التسويق للتقنيات المتقدمة في المستقبل. وفي منشور، قالت "مايكروسوفت" إنّها ستزيد من استثماراتها في نشر أنظمة الحوسبة الفائقة المتخصّصة لتسريع أبحاث الذكاء الاصطناعي "OpenAI"، كما دمج أنظمته مع منتجاتها الاستهلاكية والمؤسسات، بهدف تقديم فئات جديدة من التجارب الرقميّة.
في المقابل، وافقت "OpenAI" على ترخيص بعض ملكيّتها الفكرية لشركة "مايكروسوفت"، والتي ستقوم الشركة بعد ذلك بتسويقها وبيعها للشركاء.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أنّ "مايكروسوفت" كانت تتطلّع إلى الحصول على حصة 49 في المئة في "OpenAI". وبموجب الشروط، أشارت شركة "سيمافور" إلى أنّ "مايكروسوفت" ستحصل على ثلاثة أرباع أرباح "OpenAI" حتى تستعيد استثماراتها، مع حصول المستثمرين الإضافيين على 49 في المئة، واحتفاظ "OpenAI" على نسبة 2 في المئة المتبقية من حقوق الملكية.
وفي عام 2021، كانت قد أطلقت "مايكروسوفت" خدمة "Azure OpenAI"، وهي عرض مصمّم لمنح المؤسسات إمكانية الوصول إلى أنظمة الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بـ "OpenAI"، بما في ذلك "GPT-3".
وقال ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذيّ لـ "مايكروسوفت"، في بيان: "لقد شكّلنا شراكتنا مع شركة OpenAI حول طموح مشترك للتقدّم بشكل مسؤول في أبحاث الذكاء الاصطناعيّ المتطوّرة، وإضفاء الطابع الديمقراطيّ على الذكاء الاصطناعيّ كمنصّة تقنية جديدة".
وأضاف البيان، انّ استثمار "مايكروسوفت" سيساعد الشركتين على الانخراط في الحوسبة الفائقة على نطاق واسع، كما إنشاء تجارب جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعيّ.
وصُنّف باحثو الذكاء الاصطناعيّ "OpenAI" كأحد أفضل ثلاثة مختبرات للذكاء الاصطناعيّ في جميع أنحاء العالم، وقد طوّرت الشركة برنامجاً للذكاء الاصطناعيّ للعب الألعاب يمكنه التغلّب على البشر في ألعاب الفيديو مثل "Dota 2".
يقوم "ChatGPT" تلقائيّاً بإنشاء النصوص بطريقة أكثر تقدّماً وإبداعاً من روبوتات الدردشة في الماضي. وظهر البرنامج لأوّل مرّة في أواخر تشرين الثاني، وسرعان ما تحوّل إلى ضجّة كبيرة حيث اندفع حوله المديرون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا وأصحاب رؤوس الأموال، وتمّت مقارنته بظهور "أبل" لأوّل مرّة في "أيفون" عام 2007.
في المقابل، تتعرّض شركة "OpenAI" لضغوط لجني الأرباح من منتجات مثل "ChatGPT". حيث تتوقّع الشركة الناشئة أن تحقق 200 مليون دولار في عام 2023، وهو مبلغ يُعتبر زهيد مقارنةً بمليارات الدولارات التي تمّ استثمارها فيها حتّى الآن. ويعتبر سام ألتمان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذيّ لشركة "OpenAI"، أنّ اللوم يقع على التكاليف الباهظة لتدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعيّ المتطوّرة، واصفاً نفقات تشغيل "ChatGPT" وحدها "بالمذهلة".
وأضاف، ألتمان، في بيان صحافيّ: "لقد كانت السنوات الثلاث الماضية من شراكتنا رائعة. تشارك مايكروسوفت قيمنا ونحن متحمّسون لمواصلة بحثنا المستقلّ والعمل نحو إنشاء ذكاء اصطناعيّ متقدّم يستفيد منه الجميع".