النهار

"تيك توك" تؤكّد ترويجها للمحتوى بشكل غير طبيعي... كيف سيتأثّر منشئوه؟
المصدر: "النهار"
"تيك توك" تؤكّد ترويجها للمحتوى بشكل غير طبيعي... كيف سيتأثّر منشئوه؟
"تيك توك" (تصميم ديما قصاص).
A+   A-

أكّدت منصّة "تيك توك" أنّ بعض موظّفيها الأميركيين يساهمون في انتشار مقاطع الفيديو من أجل "تقديم المشاهير والمبدعين الناشئين إلى مجتمع تيك توك"، وفق تقرير صادر عن "فوربس". يأتي البيان كجزء من تقرير حول وضع مقاطع فيديو محددة على صفحات "For You" للمستخدمين، ما يساعد على زيادة المشاهدات دون الاعتماد على الخوارزمية، التي يفترض أنّها جزء كبير من تجربة "تيك توك".

 

وقال المتحدّث باسم "تيك توك" جيمي فافازا لـ"فوربس" إنّ زيادة المشاهدات ليس السبب الوحيد لتوصية المقاطع، إذ يروَّج لبعض المقاطع للمساعدة في تنويع المحتوى، "وللتأكد من أن خلاصتك لا تتكون بالكامل من تريند واحد أو اثنين"، على حدّ قولة.

 

ولفت فافازا إلى أنّ "تيك توك" لا تفعل ذلك بشكل دوري، مدّعياً أنّ 0,002 في المئة فقط من المقاطع يتمّ الترويج لها بهذه الطريقة. في المقابل، بحسب وثيقة داخلية حصلت عليها "فوربس"، تشير التقارير إلى أن مقاطع الفيديو المروَّجة يدويّاً تشكّل حوالي 1-2 في المئة من إجمالي مشاهدات الفيديو اليومية.

 

 

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المقاطع لا تُظهر أنّه تم الترويج لها بوساطة "تيك توك"، مثل الإعلانات أو المنشورات الدعائية، بل تظهر مثل أيّ مقطع فيديو آخر تختارها الخوارزمية تلقائيّاً.

 

في هذا الإطار، قد لا تكون "تيك توك" المنصّة الوحيدة التي تعزّز المشاهدات بشكل غير طبيعي، فقد زعم تقرير لـ"ذا فيرج" من 2018 أنّ "فايسبوك" كانت على عِلم أنّها تُظهر عدد مشاهدات مبالغاً فيه ولم تقم بإصلاح المشكلة على الفور، وذلك لجذب المعلنين وشركات الإعلام إلى المنصّة. دفعت الشركة في النهاية 40 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية بشأن هذا الأمر.

 

وفي حين أن هذا ليس نفس السيناريو تماماً، فيبدو أن مقاطع فيديو "تيك توك" تحصل بالفعل على مشاهدات حقيقية، حتى لو لم تكن منتشرة بشكل طبيعي - فقد يكون التأثير مشابهاً؛ قد ينتهي الأمر بالناس إلى التفكير في أن أداءهم سيكون أفضل على "تيك توك" ممّا يفعلون في الواقع.

 

 

هذا يعني أيضاً أن "تيك توك" تختار "الفائزين والخاسرين": فقد يخسر المبدعون والعلامات التجارية مكاناً في صفحة "For You" الخاصة بهم لصالح شخص ما لديه علاقة أوثق مع الشركة، فقد ذكرت "فوربس" أنّه كان هناك حوادث حين روّج الموظفون لمحتوى لا ينبغي أن يكون لديهم، أو روّجوا لمقاطع فيديو من الأصدقاء والشركاء وحتى حساباتهم الخاصة.

 

قد يفقد منشئو المحتوى أيضاً الاهتمام بالمنصة إذا كان أداء مقاطع الفيديو الخاصة بهم ضعيفًا مقارنةً بتلك التي يتم تعزيزها، إذ إن افتقار "تيك توك" للشفافية حول الموضوع يجعل من الصعب تحديد مقاطع الفيديو التي وصلت إلى القمة بشكل طبيعي.

 

يأتي التقرير في الوقت الذي تواجه فيه "تيك توك" منافسة شديدة من منصات مثل "يوتيوب"، والتي بدأت مؤخرًا في جذب منشئي المحتوى من خلال منحهم جزءاً من عائدات الإعلانات المحققة من مقاطع الفيديو القصيرة "شورتس"، بالإضافة إلى منافستها "إنستغرام" ومقاطع فيديو "ريلز".

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium