النهار

لعبة "Roblox" الشهيرة الخاصّة بألعاب الفيديو للأطفال تواجه مشكلات تتعلّق بالمحتوى الجنسيّ الصريح والعنصرية، خصوصاً أنها تحظى بشعبيّة كبيرة لدى الأطفال الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 9 و12 عاماً، لأنها تُتيح للمستخدمين إنشاء الألعاب الخاصّة بهم ولعبها.

وقد قامت صحيفة "BBC" البريطانية بتحقيق عن اللعبة، فأظهر التقرير رجلاً عارياً يرتدي طوق كلب فقط، تقوده امرأة في زيّ العبودية على الأرض.

وذكر التقرير أن المستخدمين يُطالبون علانيةً بممارسة الجنس عبر الإنترنت، ولاحظ وجود رجل يرتدي زيّاً نازياً، ومجموعة تراقب زوجين يُمارسان الجنس. 

وعادةً ما تتمّ ألعاب الجنس هذه في ما يسمّى بالـ"شقق" في اللعبة، أي المكان الذي يُمكن للمستخدمين التحدّث فيه ومحاكاة ممارسة الجنس مع بعضهم البعض.

وتجدر الإشارة إلى أن الصور الرمزيّة (أفاتار) تستطيع التواصل مع بعضها البعض من خلال مربّعات الحوار، ممّا يعني أن البالغين ذوي الانحرافات الجنسيّة يمكنهم استغلال الأطفال.

هذه الاكتشافات ليست حادثة منعزلة، إذ أبلغ لاعبون آخرون عن سلوك منحرف واسع الانتشار.

ومع وجود أكثر من 200 مليون مستخدم نشط شهرياً، أصبح الآباء قلقين بشأن اللعبة.

وفي مقابلة مع الـ"BBC"، قال لاري ماغيد رئيس شركة "Connect Safely" إن هذه المشكلة شبيهة بلعبة "القط والفأر"، حيث يبذل المستخدمون قصارى جهدهم للتلاعب بالنظام.

وأضاف:" إنه من غير المرجّح أن يجد الأطفال هذه النشاطات في العلن دون البحث عنها بنشاط، ومع ذلك فإن لعبة "Roblox" عبارة عن منصّة تحظى بشعبيّة كبيرة بين الأطفال، خاصةً لمن هم دون سن الـ13، ممّا يوجب أن تتحمّل المنصّة مسؤوليّة خاصّة لحماية مستخدميها".

وقالت ليراز مارغاليت، الاختصاصيّة في علم النفس الرقميّ، والتي تدرس السلوك عبر الإنترنت، إنّ المستخدمين يملكون ميزة "عدم الكشف عن هويّتهم" أو السريّة، وفي كثير من الأحيان يكتبون جملاً في الدردشة لا يمكنهم نطقها بصوت عالٍ أبداً.

ردّ شركة "Roblox":

من جهتها، قامت الشركة بنشر مدوّنة تكشف عن عمل مطوّريها في جعل النظام الأساسيّ آمناً، وأفادت بأنّها في العام 2021، قامت "بتنفيذ العديد من الأنظمة الجديدة القائمة على التعلّم الآلي وزيادة عدد المشرفين البشريّين، الذين يراجعون اللعبة بحثاً عن محتوى سيّئ". وأوضحت أنّه نتيجة لذلك "شهدنا في العام 2021 انخفاضاً بنسبة 84% في عدد المستخدمين الذين تعرّضوا لتجارب تنتهك سياساتنا".

وختمت المدوّنة التشديد على أنّها تواصل "تحسين طرق الكشف الاستباقيّة والتفاعليّة بشكل كبير".

إلى ذلك، قال متحدّث باسم الشركة لصحيفة "ذا مايل": "نحن نعمل بلا كلل للحفاظ على منصّة آمنة مرحّبة بالجميع. ولا نتسامح مطلقاً مع المحتوى أو السلوك الجنسيّ من أيّ نوع، ونتّخذ إجراءات سريعة ضدّ أيّ شخص يتبيّن أنّه يتصرّف على نحو يخالف معايير مجتمعنا".

هذه المشكلة ليست بجديدة:

ففي العام 2017، أجرت سوزان ماكلين، الخبيرة الأوسترالية في مجال السلامة على الإنترنت، مقابلة مع موقع "abc"، بعد تصريح مستخدم لوسائل الإعلام عن الفترة التي قضاها في لعبة "Roblox"، حيث قال إنه طُلب إليه الاستلقاء فوق مستخدمين آخرين، وبدأوا بالقيام بإيحاءات جنسيّة.

وعلّقت ماكلين بالقول إنّ "أيّ تطبيق أو منصّة أو لعبة تسمح بالتفاعل ثنائيّ الاتجاه بين طفلك ولاعب آخر سيكون فيه "متحرّشون""، مضيفة أن "المخاطر تزداد عندما تُتاح إمكانيّة الدردشة".

وكانت صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" قد نشرت تقريراً مشابهاً لصحيفة "BBC" في العام 2021، ومفاده أنّ "لعبة Roblox تواجه مشكلات متعلّقة بالمحتوى الجنسي".

وإذا ما تابعنا البحث، فسنجد أن اللعبة واجهت هذه المشكلة كثيراً منذ إطلاقها في العام 2005، إذ كان هناك وجود لهذه النشاطات الجنسيّة بين المستخدمين.

ما هي أدوات الرقابة الأبوية التي تقدمها لعبة "Roblox"؟:

تتميّز اللعبة بأدوات للرقابة الأبوية، والتي يمكن استخدامها لتقييد مَن يتفاعل الأطفال معهم والتجارب التي يمكنهم الوصول إليها.

وتجدر الإشارة إلى أن الرقابة الأبويّة مقفلة باستخدام رقم تعريف شخصيّ؛ ولذلك لن يتمكّن الطفل من تجاوز هذه القيود ما لم يمتلك هذا الرقم. فإذا ما كان لدى الوالدين اسم "المستخدم" و"كلمة مرور" طفلك، فيمكنهما إعداد الحساب للتمكّن من مراقبة النشاط، والذي يتضمن المراسلة وطلبات الصداقة.

ويحتوي موقع "Roblox" على قائمة أدوات الرقابة الأبوية المصمّمة للحفاظ على أمان الأطفال، ويمكن مراجعتها من خلال الضغط "هنا".

وعدّدت صحيفة "بيرمينغهام" البريطانية بعض المعلومات حول كيفية تقييد قدرة الأطفال على الدردشة مع الغرباء، وذلك من خلال:

• النقر على رمز الترس للانتقال إلى الإعدادات
• النقر على علامة تبويب "الخصوصية"
• تحديد "إيقاف" ضمن "إعدادات الاتصال".