رجّحت دراسة علميّة فضائيّة جديدة تواجد كمّيات من الماء صالحة للشرب على سطح القمر، وفق ما نشرت "مجلة علوم الكواكب"، التي أوضحت بأنّه قبل تطوّر الحياة على كوكب الأرض، كانت البراكين القمريّة تنفث بخار الماء على سطح القمر، حيث يوجد اليوم على هيئة جليد، بحسب العلماء.
ويدرس البحث محاكاة عمليّات تطوّر القمر، التي تعود إلى مليارات السنين، والتي تشير إلى أنّ القمر شهد ثوراناً بركانيّاً هائلاً كلّ 22 ألف عام تقريباً، وأنّ سطحه كان مغطّى ببرك من الحمم البركانيّة، التي يُمكن رؤيتها اليوم كبقع داكنة على الجانب المضيء من القمر، والتي تُعرف باسم "ماريا".
تجدر الإشارة إلى أنّ لدى هذه البقع أسماء مثل "بحر السكون" و"بحر الأزمات" و"بحر الهدوء"، ويُعتقد بأنها كانت ناجمة عن اصطدامات الكويكبات بالقمر.
وذكرت الدراسة أنّه "من الممكن أن يكون هناك 5 أو 10 أمتار من الماء تحت طبقات جليدية كبيرة".
أمر إيجابي لروّاد الفضاء
يُعتبَر وجود الماء على سطح القمر من "الأخبار الجيّدة" لروّاد الفضاء المستقبليّين، وفقاً لـ"فوربس"، فهم سيحتاجون إلى الماء للشرب أو لتحويله إلى وقود للصواريخ، فيما يزعم مؤلفو البحث الجديد أنّ الماء قد يكون أكثر أهمية ممّا كان متوقّعاً.
وتأتي نظريّة الجليد الجديدة هذه في أعقاب المزيد من الأدلّة على أن البراكين القمريّة قد تكون أنتجت غيوماً تتكوّن في الأغلب من أوّل أكسيد الكربون وبخار الماء، والتي قد تكون خلقت جوّاً بارداً لفترة قصيرة.
ويفترِض البحث أن نحو 41% من مياه البراكين قد تكون تكثّفت على القمر وباتت جليداً، أي نحو 8,1 كوادريليون (أو 8100 تريليون) من المياه البركانيّة كجليد على القمر.
ومع ذلك، قد تكون هناك مشكلة صغيرة في وصول روّاد الفضاء إلى المياه لشربها، إذ بالإضافة إلى وجوده في الأغلب على القطبين الشمالي والجنوبي للقمر، فمن المحتمل أنه مدفون تحت عدّة أقدام من غبار القمر.
هذا، ويعتقد بعض الباحثين بأنّ الجليد القديم يُمكن أن يكون قد تكوّن من المذنّبات الحاملة للماء والكويكبات التي تضرب القمر، في حين أن الجليد المائيّ الأحدث قد يأتي من نيزك صغير بحجم حبّة البازلاء.