صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، لقناة CNBC أنّه يمكن لـ"ميتافيرس" أن يكون جزءاً كبيراً من أعمال مشغّل الشبكات الاجتماعية في النصف الثاني من العقد.
وقال: "نأمل الوصول إلى استثمار نحو مليار شخص في "ميتافيرس"حيث يشتري كل منهم سلعاً رقمية، أو محتوى رقمياً، أو أشياء مختلفة للتعبير عن أنفسهم، لذلك سواء كان ذلك ملابس لأفاتارهم أو سلعاً رقمية مختلفة لمنزلهم الافتراضي أو أشياء لتزيين غرفة الاجتماعات الافتراضية الخاصة بهم، والمرافق لتكون أكثر إنتاجية في الواقع الافتراضي والواقع المعزَّز وعبر "ميتافيرس" عموماً".
ويعود استثمار الشركة في الواقع المعزَّز والواقع الافتراضي إلى عام 2014، عندما دفعت ملياري دولار لصانع سماعات الرأس Oculus VR، لكن شحنات هذه السماعات فشلت في تجاوز شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو الهواتف الذكيّة. وأعرب زوكربيرغ عن تفاؤله بشأن أداء الجيل الحالي من Meta Quest 2، والذي يبدأ من 299 دولاراً، متابعاً: "حقّقت Quest 2 نجاحاً كبيراً".
وأضاف زوكربيرغ: "لقد كنت سعيداً حقاً بكيفية حدوث ذلك، لقد تجاوز توقعاتي. لكنّني ما زلت أعتقد أنّ الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يصل إلى مقياس عدة مئات من الملايين أو حتى مليارات الأشخاص في "ميتافيرس"، لمجرّد أنّ الأشياء تستغرق بعض الوقت للوصول إلى هناك، وأعتقد أنّنا سنصل إلى هناك، ولكن، كما تعلمون، الخدمات الأخرى التي نديرها موجودة حالياً على نطاق أوسع إلى حد ما".
ورأى زوكربيرغ أنّ التجارب في "ميتافيرس" يمكن أن تكون غامرة أكثر من النص أو الصور أو مقاطع الفيديو، التي تنتشر على "فايسبوك" و"إنستغرام"، وبالتالي ستكون سمة كبيرة لـ"ميتا" على مدار العقد المقبل.
وقال زوكربيرغ إنّ اللقاء في "ميتافيرس" يمكن أن يعزّز الشعور بالتواجد معاً، حتى لو كان الناس جسدياً على الجانب الآخر من البلاد. وقال إنّ من الممكن إجراء اتصال بالعين، وهو أمر غير مضمون في مكالمات الفيديو، واستخدام الصوت المكاني الذي يسمح بإجراء محادثات جانبية هادئة.
وقال زوكربيرغ إنّ التكنولوجيا "تضيف أساساً لجعلها تقدّم هذا الإحساس الواقعي بالوجود". وتحقيق ذلك للعملاء على مدار السنوات العديدة القادمة سيتطلب من "ميتا" إطلاق مجموعة من الأجهزة والبرامج والخبرات. واعتبر أنّ "نحن في هذه المرحلة، كما تعلمون، شركة يمكنها القيام ببعض الاستثمارات البحثية الكبيرة الطويلة الأجل، وهذا تركيز كبير". وتوقّع أن يكون الاقتصاد حول منطقة "ميتافيرس" هائلاً.
وأكّد أنّ "ميتا" تستثمر بكثافة في تطوير الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يعزّز الإعلان – مصدر حوالي 97 في المئة من الإيرادات – والتطبيقات الحالية للشركة. فـ"مع تحسّن توصيات الذكاء الاصطناعي، يمكنك الوصول، لا فقط إلى المحتوى من الأشخاص الذين تتابعهم، بل إلى المحتوى الموجود في العالم بأكمله".
إنّه مفهوم استخدمته منصّة "تيك توك"، لدفع نفسها إلى مليار مستخدم نشط شهرياً. وسعت "ميتا" إلى الاستجابة للنموّ السريع من خلال طرح ميزة Reels في "إنستغرام" في عام 2020. وتشكّل Reels أكثر من خمس الوقت الذي يقضيه الأشخاص على هذه المنصّة، كما أخبر زوكربيرغ المحللين عن أرباح "ميتا" للربع الأول من العام في نيسان. ويتوقّع الآن أن تجعل تحسينات الذكاء الاصطناعي Reels أكثر إقناعاً لمستخدمي "انستغرام".
وتابع أنّه "يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي الخاص بنا الاختيار بناءً على ما يعرفه عنك وما الذي ستهتمّ به شخصياً وماذا تريد أن تراه. ونظراً لأنّنا نتحسّن في ذلك، يقوم مهندسونا بتنفيذ تحسينات على الطرز كل أسبوع".
وتستثمر "ميتا" أيضاً في أجهزة للذكاء الاصطناعي، جنباً إلى جنب مع شركات التكنولوجيا الكبيرة الأخرى، مثل "مايكروسوفت" و"ألفابيت". فـ"لقد قدّمنا للتوّ مجموعة أبحاث الذكاء الاصطناعي العملاقة عبر الإنترنت، التي نعتقد أنّها ستكون أسرع كمبيوتر فائق الذكاء الاصطناعي عندما يتم بناؤه بالكامل في وقت لاحق من هذا العام، حتى يتمكّن باحثونا من بناء نماذج جديدة وأكبر لكلّ من الترتيب والتوصيات عبر خدمات الوسائط الاجتماعية والإعلانات بشكل أفضل".
وبحسب زوكربيرغ، إنّ الشركة ستبطئ استثمارها في الذكاء الاصطناعي في حالة حدوث ركود.