أعلنت "آبل" عن الجيل التالي من برنامج السيارة CarPlay في حزيران. فهي تستحوذ على واجهة المستخدم في جميع الشاشات الداخلية، لتحلّ محل الاتّصال السريع بنسخة رقمية مدعومة من جهاز "آيفون" الخاص بالسائق. وستساعد CarPlay صانعي السيارات على بيع سياراتهم.
وبحسب CNBC، قالت إميلي شوبرت، المديرة الهندسية لشركة "آبل"، إنّ 98 في المئة من السيارات الجديدة في الولايات المتحدة تأتي مع تثبيت CarPlay. وقدّمت إحصائية صادمة خلُصت إلى أنّ 79 في المئة من المشترين في الولايات المتحدة يشترون سيارة فقط إذا كانت تدعم CarPlay. وخلال عرض تقديمي للميزات الجديدة، قالت شوبرت "إنّها ميزة لا غنى عنها عند التسوّق لشراء سيارة جديدة". وأضافت قبل عرض شريحة مع 14 علامة تجارية لصناعة السيارات، بما في ذلك "فورد" و"مرسيدس بنز" و"أودي" أنّ "صانعي السيارات يسعدون حول العالم لتقديم هذا الإصدار الجديد من CarPlay للعملاء".
وتواجه صناعة السيارات خياراً غير جذّاب: تقديم CarPlay والتخلّي عن الإيرادات المحتمَلة والفرصة لخوض تحوّل كبير في الصناعة، أو إنفاق مبالغ كبيرة لتطوير برامج المعلومات والترفيه الخاصة بهم وتلبية احتياجات جمهور متقلِّص محتمَل من مشتري السيارات الذين سيشترون سيارة جديدة بدون CarPlay.
"آبل" تريد مقعداً على الطاولة
وتبيع شركات تصنيع السيارات خدمات وميزات إضافية لأصحاب السيارات على أساسٍ منتظِم ومتكرِّر حيث تتّصل السيارات بالإنترنت، وتكتسب ميزات القيادة الذاتية، وتتحوّل من كونها تعمل على البنزين إلى العمل على الكهرباء والبطاريات.
وسينمو سوق برمجيات السيارات بنسبة 9 في المئة سنوياً حتى عام 2030، أسرع من صناعة السيارات بشكل عام، وفقاً لتقرير McKinsey. ويتوقّع المحلّلون أن تصل مبيعات برامج السيارات إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2030.
و"جنرال موتورز"، التي لم تكن مدرَجة في شريحة "آبل"، تحصل بالفعل على عائدات تبلغ مليارَي دولار سنوياً من الاشتراكات داخل السيارة، وتتوقّع أن تنمو إلى 25 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030. وقد تحوّلت "تيسلا"، التي لا تدعم CarPlay، مؤخّراً إلى بيع ميزات مساعدة السائق "FSD"، بما في ذلك وقوف السيارات وحراسة الممر.
وبدأ صانعو السيارات في الصين في إنشاء سيارات كهربائية تتكامل بعمق مع تطبيقاتهم، ممّا يسمح للسائقين بإجراء إصلاحات، والتواصل مع المالكين الآخرين، أو حتى استبدال بطاريّاتهم المستأجرة.
وسيحتاج الجيل المقبل من CarPlay إلى دعم كبير من صانعي السيارات لمنح برامج "آبل" الوصول إلى الأنظمة الأساسيّة. وأوردت الشركة أنّها حصلت على تعاون من العديد من شركات صناعة السيارات الكبرى.
ويعتقد مراقبو الصناعة أنّ شركات صناعة السيارات بحاجة إلى تبنّي خدمات البرمجيات، والنظر في عروض "آبل"، أو المخاطرة بالتخلّف عن الركب. "إنّه حقاً وقت صعب في الصناعة، حيث تعتقد شركات السيارات أنّها لا تزال تصنع السيارات. لكنّهم ليسوا كذلك، قال كونراد لايسون، كبير المحللين في AutoForecast Solutions.
وقد يكون الإصدار الجديد من CarPlay محرّكاً ضخماً للإيرادات الناشئة لشركة "آبل". فأولّاً، إذا أحبّ المستخدم واجهة CarPlay على "آيفون" فمن غير المرجح أن يتحوّل إلى هاتف "آندرويد". هذه أولوية استراتيجية لشركة "آبل" التي تحقّق غالبية إيراداتها من خلال مبيعات الأجهزة. وثانياً، بينما لا تفرض الشركة رسوماً بعد على شركات صناعة السيارات أو الموردين، يمكنها بيع خدمات للمركبات بالطريقة نفسها التي توزع بها برامج "أيفون".
وقد كشفت شركة "آبل" أنّها استكشفت ميزات تدمج التجارة في قمرة القيادة في السيارة. وستسمح إحدى الميزات الجديدة التي تمّ الإعلان عنها هذا الصيف لمستخدمي CarPlay بالانتقال إلى مضخّة الغاز ودفع ثمن الوقود من لوحة القيادة في السيارة، وفقاً لـ"رويترز".
وتجني "آبل" عشرات المليارات من App Store، وهي مستعدّة لتعزيز ذلك إذا قرّرت يوماً ما فرض رسوم على الخدمات في السيارات.
ويسمح CarPlay الجديد لشركة "آبل" أيضاً بجمع معلومات وبيانات عالية المستوى حول كيفية استخدام الأشخاص لسياراتهم. على سبيل المثال، عندما يستخدم الأشخاص تطبيق خرائط "آبل"، تكتسب الشركة نظرة ثاقبة حول الطرق الأكثر شيوعاً وعندما تكون حركة المرور أعلى.
وتقول شركة "آبل" إنّ المنافسين الكبار مثل "هوندا" و"نيسان" و"رينو" "متحمّسون" لدعم CarPlay الجديد. وقدّمت العلامات التجارية الـ 14 أكثر من 17 مليون سيارة في عام 2021.
لكنّ متحدّثاً باسم "لاند روفر" أكّد أنّه "من السابق لأوانه التعليق على عروض المنتجات المستقبلية".
بينما وصفت "مرسيدس - بنز" التزامها بـ CarPlay بأنّه "مناقشات" مع "آبل"، وبشكل عام، نقوم بتقييم جميع التقنيات والوظائف الجديدة ذات الصلة المحتملة داخليّاً".