النهار

"ChatGPT" يُختبَر في الطب والمحاماة وإدارة الأعمال... ماذا استنتج الباحثون؟
علي زلزلة
المصدر: "النهار"
"ChatGPT" يُختبَر في الطب والمحاماة وإدارة الأعمال... ماذا استنتج الباحثون؟
"ChatGPT" (تصميم ديما قصاص).
A+   A-

لم ينجح روبوت الدردشة "ChatGPT" بجذب اهتمام الناس فحسب، بل أصبح محلّ اهتمام المجتمع العلميّ، بعد أن استخدمه الطلاب، قبل حظره في العديد من المناطق حول العالم، في كتابة أبحاثهم، وحلّ فروضهم بلغة بشريّة من الصعب تمييزها، فيما استخدمته منظّمة مختصّة بالصحّة السلوكيّة لمساعدة أشخاص يعانون من اضطراب عاطفيّ. وكان ذلك تأكيداً على قوة الذكاء الاصطناعيّ وما يمكن أن يفعله "ChatGPT" اليوم.

 

في هذا الإطار، أجرى باحثون من مختلف المجالات اختبارات علمية وامتحانات للروبوت، ونشروا بعد ذلك نتائج الاختبارات، فما هي النتائج التي توصّلوا إليها؟

 

أفاد بحث علميّ من جامعة وارتون الأميركية بأنّ "ChatGPT" سيحصل على الأقل على B- (80 في المئة تقريباً) في امتحان ماجستير إدارة الأعمال النهائي للجامعة. واستنتج البحث أنّ "ChatGPT" جيد في الأسئلة البسيطة، وسيّئ في الرياضيات، ويكافح مع الأسئلة الأكثر تعقيداً.

 

وأشار البحث إلى أنّ "ChatGPT" جيد بشكل ملحوظ في تعديل إجاباته والاستجابة للتلميحات البشرية، إذ نجح في تصحيح إجاباته في الحالات التي فشل فيها بدايةً؛ وذلك بعد تلقّي "التلميح المناسب" من خبير بشريّ.

 

وفي دراسة أخرى، أجرى روبوت الدردشة اختبار الترخيص المهنيّ للمحاماة في الولايات المتحدة، فلم يجتز اختبار الاختيارات المتعدّدة، لكنّه وصل إلى متوسّط معدّل النجاح في ما لا يقلّ عن فئتين، الأدلة والأضرار، مسجّلاً تخلّفاً عن المتقدّمين البشريّين بنحو 17 في المئة.

 

 

تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الولايات القضائية تتطلّب أن يكمل مقدّم الطلب سبع سنوات على الأقلّ من التعليم بعد الثانوي، بما في ذلك ثلاث سنوات في كلية الحقوق المعتمدة، ثم يخضع معظم المتقدّمين أسابيع وشهوراً من التحضير الإضافي الخاص بالامتحان. على الرغم من هذا الاستثمار الكبير للوقت ورأس المال، لا يزال واحد من كلّ خمسة من المتقدّمين للاختبار يسجّلون أقلّ من المعدّل المطلوب لاجتياز الاختبار في المحاولة الأولى.

 

بدوره، أدّى بحث ثالت إلى تقييم أداء نموذج اللغة في اختبار الترخيص الطبيّ للولايات المتحدة (USMLE)، الذي يتكوّن من ثلاثة اختبارات، فوصل "ChatGPT" إلى "عتبة النجاح" في جميع الاختبارات الثلاثة، من دون أيّ تدريب أو تعزيز متخصّص، بل أظهر مستوى عالياً من التوافق في تفسيراته.

 

 

تشير هذه النتائج إلى أن النماذج اللغوية الكبيرة قد يكون لديها القدرة على المساعدة في التعليم الطبي، وربما في اتّخاذ القرارات السريريّة مستقبلاً.

 إذن، يبدو أنّ المجتمع العلميّ سيضطر إلى التكيّف مع قدرة "ChatGPT" على أتمتة العمل المعرفيّ، تماماً مثل ما تكيّفنا مع قدرة الآلات الحاسبة على أتمتة الرياضيّات.

 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium