مرّت خمسة أشهر منذ أن وافق إيلون ماسك على شراء "تويتر"، الصفقة التي كان عنوانها "حرّية التعبير"، لكنّه أظهر قليلاً من الاهتمام بحرّية التعبير مرّة أخرى هذا الأسبوع عندما أعلن أنّ "سبايس إكس" ستطلب إعفاءً من العقوبات المفروضة على إيران لتوفير خدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعيّة في البلاد.
فلنتحدّث عن قضيّة "تويتر"، فشل ماسك في تأخير موعد المحاكمة، ولكنّه نجح بإضافة عدد كبير من المطالبات الجديدة إليها، ويستعدّ للإجابة على أسئلة "تويتر" في الشهادة المقرّرة في 26 و27 أيلول. وأدرج حساب "Chancery Daily" على "تويتر" أسماء بعض الشهود الذين سيستدعيهم الموقع، ومعظمهم وكلاء ماليّون خبراء بالصفقة، كذلك، أشار موقع "إنسايدر" إلى أنّ تويتر سيطلب من محامي ماسك الحديث في المحكمة، وهو قرار يصفه أحد خبرائه بأنّه "غريب للغاية".
ربّما لن نرى الإفادات على الفور، بما في ذلك إفادة ماسك والرئيس التنفيذي السابق لـ"تويتر" جاك دورسي، الذي تمّ استجوابه في وقت سابق من هذا الأسبوع، وليس من الواضح ما قد يقول ماسك لتبرير موقفه، لكن لدى "تويتر" بعض الأهداف الواضحة: يمكن أن يسأل عن تعليقات ماسك حول تأخير الصفقة في حالة "الحرب العالمية الثالثة"، والتي قد تلغي مزاعمه حول خوفه من الروبوتات، ويمكنه أن يسأل عمّا إذا كان لدى ماسك أيّ معلومات سرّية من رئيس الأمن السابق في "تويتر" بيتر زاتكو، وهذا من شأنه تصوير زاتكو على أنّه موظّف سابق يسعى للانتقام.
من جهته، يمتلك ماسك تاريخاً في كونه شديد الاستفزاز أثناء الإفادات، ففي دعوى قضائية ضدّ شركته للطاقة الشمسية "SolarCity"، أجرى مقابلة ووصف المحامي بأنّه "شخص مُخجل" و "إنسان سيّئ"، وأعلن أنّ القضية مضيعة للوقت. لذلك ليس من الواضح كيف سيتصرّف الشهر المقبل.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت "إنسايدر" تقارير عن انخفاض الروح المعنوية في "تويتر"، إذ تقول المصادر إنّ حوالي 9 في المئة من موظفيه غادروا في الأشهر التي تلت أوّل لقاء مع ماسك. لطالما كان امتلاك ماسك لـ"تويتر" غريباً وغير مناسب، وأصبح ذلك أكثر وضوحاً عندما بدأ في إطلاق الوعود "المثالية" لينسحب في النهاية من الصفقة.
وهذا ما فعله مرّة أخرى هذا الأسبوع، عندما قال إنّه يعتزم السعي للحصول على إعفاء من العقوبات الأميركيّة على إيران وفتح المجال أمام إرسال أقمار "ستارلينك" إلى البلاد. ولا نعرف ما إذا كان ماسك ساخراً بادّعاءاته الجديدة.
في كلتا الحالتين، كلّ هذا يُظهر ماسك على ما هو عليه، وسنرى على الأرجح المزيد من تلك الوعود في الأسابيع القليلة المقبلة، حيث ادّعى أنّه سيكشف عن نسخة من الروبوت أوبتيموس الخاص به الذي يشبه الإنسان في وقت لاحق من هذا الشهر، وتخطّط شركة "نيورولينك" التي تعمل لإدخال شريحة في الدماغ البشريّ لإقامة "عرض" في عيد الهالوين للحديث عن تقدّمها في العمل.