النهار

أفاد علماء فلك بأنّهم التقطوا إشارة لاسلكيّة من أبعد مجرّة حتّى الآن، وقد يساعد ذلك في الإجابة على أسئلة حول نشأة الكون المبكّر، وفقاً لبيان صحافيّ صادر عن جامعة "ماكغيل" نُشر الأسبوع الماضي.

وبحسب "أن بي سي"، كانت الإشارة اللاسلكيّة، التي تمّ التقاطها بواسطة تلسكوب "Giant Metrewave Radio Telescope" في الهند، موجودة في المجرّة المعروفة باسم "SDSSJ0826 + 5630".

ودرس الباحثون في جامعة "ماكغيل" والمعهد الهنديّ لعلوم الإشارة، ووجدوا أنّها انبعثت عندما كان عمر الكون 4.9 مليارات سنة، وقال الباحث أرناب تشاكرابورتي، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في "ماكغيل": "إنّ ذلك يعادل العودة إلى الوراء لوقت قدره 8.8 مليارات سنة".

وقال الباحثون إنّ التلسكوب كان قادراً على التقاط الإشارة البعيدة نظراً لانحنائها بواسطة مجرة أخرى تقع بين الإشارة والتلسكوب. وأضاف نيروبام روي، المؤلف المشارك للدراسة والأستاذ المشارك في المعهد الهندي للعلوم: "ينتج عن هذا الانحناء تضخيم للإشارة، ما يسمح للتلسكوب بالتقاطها".

يُسمّى انحناء الإشارة هذا بعدسة الجاذبية، ويمكن أن يساعد الباحثين على مراقبة المجرّات البعيدة والتطوّر الكوني للنجوم.

وقال تشاكرابورتي: "تصدر مجرّة ما أنواعاً مختلفة من إشارات الراديو. حتى الآن، كان من الممكن فقط التقاط هذه الإشارة المعيّنة من مجرّة قريبة، ما يحدّ من معرفتنا بتلك المجرات الأقرب إلى الأرض. ولكن بفضل مساعدة ظاهرة تحدث بشكل طبيعي تسمّى عدسة الجاذبية، يمكننا التقاط إشارة خافتة من مسافة قياسية. وهذا سيساعدنا على فهم تكوين المجرات على مسافات أكبر بكثير من الأرض".

هذا، وتمكّن الباحثون من تحديد أنّ الكتلة الذرية لغاز الهيدروجين في مجرّة "SDSSJ0826 + 5630" تعادل ضعف كتلة النجوم المرئية لنا تقريباً. وكتب الباحثون في الدراسة أنّ غاز الهيدروجين "يوفر الوقود الأساسي لتكوين النجوم في المجرة".

يُظهر البحث أن العلماء قد يكونون قادرين على التحقيق في التطور الكوني للغاز المحايد، باستخدام تلسكوبات لاسلكية منخفضة التردّد في المستقبل القريب.