النهار

الصحّة العقليّة في "ميتافيرس" تثير الجدل... مخاوفَ في شأن القلق والاكتئاب
المصدر: النهار
الصحّة العقليّة في "ميتافيرس" تثير الجدل... مخاوفَ في شأن القلق والاكتئاب
أ ف ب.
A+   A-
 أثار ظهور "ميتافيرس" القلق في شأن التأثير الذي ستحدثه التكنولوجيا الجديدة على الصحة الذهنية، بحيث ربطت دراسات بين قضاء الوقت الطويل  أمام الشاشة واستخدام "إنستغرام" و"تيكتوك" بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب.
 
ويبدو من الطبيعي أن يؤدّي ظهور العوالم الافتراضية و"الميتافيرس" إلى إثارة القلق بشأن تأثير تقنية جديدة على صحتنا العقلية.
 
في هذا الإطار، وفي مقال نشره موقع Arabian business، شرح رئيس قسم الطبّ النفسيّ والصحّة السلوكية في المستشفى الأميركي-دبي، الدكتور جوزيف خوري، الآتي: "تخيّل الضغط الناتج عن الوجود في بُعدين مختلفين ومحاولة مواءمة قدراتك العاطفية والنفسية والمعرفية في كلا البعدين، على الرغم من حقيقة أنّها قد تتطلّب مجموعات مختلفة من المهارات والتركيز. سيضيف ذلك القلق بالتأكيد، ومن المحتمل أن يجد الجيل الأصغر "ميتافيرس" أكثر طبيعية، ولكن بالنسبة لكبار السنّ، سيكون الأمر صعباً".
 
على الجانب الآخر، يقول بعض محبّي الواقع الافتراضي أنّه يمكن للتكنولوجيا الجديدة أن تعلّم التعاطف وتحسّن الصحّة العقلية. ومن خلال ارتداء نظارات واقية، يمكن للفرد أن يسقط في وسط قرية ريفية نائية بعيدة، أو يتخذ شخصية مختلفة، ممّا يمنحه فهماً لما يعنيه أن يكون المرء من جنس مختلف. وفيما من السهل افتراض أنّ تأثير المرء على شيء ما، مثل الصحة العقلية، سيثبت صحته في جميع المجالات، يطلب مطوّرو الواقع الافتراضي و"ميتافيرس" فرصة لإثبات أنّ التكنولوجيا الجديدة لن تكون ضارّة.
 
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة مجمّع metaverse Kaloscope، كيرك ألين، أنّ ما قد تظهره الآثار الجانبية المحتمَلة لهذه التكنولوجيا الجديدة، لا يزال قيد التكهّنات والمراقبة، ومفهوم "ميتافيرس" لا يزال في مراحله الأولى".
 
وبشكل عام، أكّد ألين أنّه "سيكون للـ"ميتافيرس" تأثيرات إيجابية على تحسين الصحة العقلية، لأنهّا مصمَّمة لتكون مثل لعبة". ويشارك واحد وتسعون بالمئة من السكان اليوم بالفعل في "ميتافيرس"، ببساطة، عن طريق استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة القابلة للارتداء. لذا، في السنوات القليلة المقبلة، سيكون هناك العديد من المنتجات والخدمات التي ستركّز على التجربة الغامرة التي يمكن أن تعزّز الآثار الإيجابية لدى الأشخاص، والمزاج والوظائف المعرفية، وفق شرح ألين.
 
وبينما ميّز ألين بين وسائل التواصل الاجتماعي و"ميتافيرس"، أشار إلى أنّ "المشكلة الأكبر، على الرغم من أنّ منصّات وسائل التواصل الاجتماعي تعود إلى طبيعتها المركزية، فمن المحتمل أن تتلاعب الشركات الكبيرة بخوارزمية منصّاتها لزيادة المشاركة، من خلال عرض محتوى غير صحّي لمستخدميها".
 
ورُبطت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع بالقلق والاكتئاب لدى المراهقين، وخصوصاً الفتيات. لكنّ دراسة واحدة على الأقلّ عام 2021، بعنوان "الرابط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأعراض الاكتئاب التي يتمّ الإبلاغ عنها ذاتيًّا عند البالغين في الولايات المتحدة"، وجدت أنّ هذه المشكلات نفسها تظهر عند البالغين الذين يقضون أوقاتهم على المنصّات الاجتماعية. ولا توجد علاقة سببية بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب، إنّما هناك بالتأكيد علاقة بين ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة عدد البالغين الذين يبلّغون عن الشعور بالتوتّر أو الاكتئاب.
 
وأضاف ألين: "نعتقد أنّ منصّات Web3.0 اللامركزية يمكن أن تكون المستقبل، لأنّها تسمح للمجتمع بالمساعدة في تنظيم المحتوى داخل المنصة، بدلاً من شركة كبيرة تتلاعب بالمجتمعات لمجرّد زيادة المشاركة".
 
وأورد الرئيس التنفيذي لشركة NFT للتصوير Cheeze، سيمون هادسون، أنّ المطوّرين بحاجة إلى التفكير بجدية في الآثار المحتمَلة للصحة العقلية التي يمكن أن تحدثها المنصّات الجديدة، وأنّ للمطوّرين دوراً يلعبونه في التخفيف من الآثار السلبية.
وفي نظره، عادة ما تكون مجتمعات المطوّرين قوية جدّاً، و"أعتقد أنّنا جميعاً ندرك التأثير الذي يمكن أن تحدثه الساعات التي لا نهاية لها أمام الجهاز". وعند بناء المنتجات، فإنّ أخذ هذه المخاوف في الاعتبار سيساعد بالتأكيد الصحة العقلية عند استخدام المنتجات. 
 
ويبدي ألين تفاؤله من الطبيعة اللامركزية للمنصّات التي ستترجَم في قدرة أفضل على تخفيف التأثير على عقول الناس، إذ "يجب أن تكون الأولوية القصوى لأيّ شركة  "ميتافيرس" هي الطريقة التي تزرع بها مجتمعها، حيث سيكون هناك نظام دعم متاح لأولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية". 
 
وتبدأ العديد من الشركات عادةً بتجربة مستخدِم فردية. ومن خلال تنمية مجتمع صحي داخل مشروعك، ستحصل الشركات على تعليقات مباشرة من عملائها حول كيفية تحسين نظامهم الأساسيّ، ودعم الأفراد الذين يكافحون، وسيجعل الناس يشاركون بشكل إيجابيّ أكثر.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium