تضع شركة "ميتا" ثقلها وراء دفع صنّاع التكنولوجيا للتخلّص من الثانية الكبيسة. وفي منشورٍ على مدوّنة الشركة الهندسية، تحدّث مهندس الإنتاج في الشركة أوليغ أوبلويكوف وعالم الأبحاث أحمد بياغووي عن كيفيّة إحداث الثواني الكبيسة فوضى في الشبكة، إلى جانب الحلّ الذي تطبّقه "ميتا" لمنع الانقطاعات.
وتمّ تقديم الثانية الكبيسة في عام 1972 كطريقة لضبط التوقيت العالميّ المنسّق "UTC" وتعويض الفرق بين التوقيت الذري الدولي "TAI"، والذي يُقاس بالساعات الذرية، والتوقيت الشمسي غير الدقيق المرصود "UT1". وفي بعض الأحيان لا يتطابق هذان التوقيتان بسبب المخالفات والتباطؤ في دوران الأرض الناتج عن مختلف الأحداث الناجمة عن المناخ والجيولوجية، مثل ذوبان وإعادة تجميد القمم الجليدية.
ولاحظ أوبلويكوف وبياغووي، أنّ الإزاحة التي تحدثها الثانية الكبيسة يمكن أن تسبّب مشاكل في جميع أنحاء الشركات التكنولوجية. ففي عام 2012، استغرق تطبيق "رديت" 40 دقيقة لمعالجة خلل حصل بعد أن أربك تغيير الوقت خوادمه وأغلق وحدات المعالجة المركزية الخاصة به. وأثّرت ثانية كبيسة تمّت إضافتها في عام 2017 أيضاً على خدمة "DNS" الخاصة بموقع "Cloudflare".
لمنع الانقطاعات غير المرغوب فيها، تستخدم "ميتا" وشركات التكنولوجيا الأخرى، مثل "غوغل" و"أمازون"، تقنية تُسمّى "سميرينغ". هذه الشركات تقوم بإبطاء أو تسريع الساعة على مدار عدد من الساعات. فعلى سبيل المثال، تقوم "ميتا" باستخدام هذه التقنية على مدار 17 ساعة، بينما تستخدم "غوغل" التقنية على مدار 24 ساعة وتشجّع الجميع أن يحذو حذوها. وبهذه الطريقة، لا تُنشئ الثانية الكبيسة أيّ طوابع زمنية غريبة يمكن أن تتسبّب في تعطيل الشبكات.
ويأتي منشور الشركة قبل أكثر من عام من تقرير مصير الثانية الكبيسة. ففي عام 2015، ناقش الاتّحاد الدولي للاتصالات الثانية الكبيسة وتوصل إلى استنتاج مفاده أنّ هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة تأثير التخلّي عنها.
ومن المتوقّع أن يدرس الاتّحاد نتائج الدراسات وأن ينظر في مقترح التخلّي عن الثانية الكبيسة في مؤتمره القادم في عام 2023.