يستمرّ مسلسل الإبداع اللبناني في الخارج، في صناعة النجاحات والتفوق في مختلف الميادين الاقتصادية والحضارية ومنها مشاريع لبنان بأمس الحاجة أن تنفذ على ارضه وتساعد في إعادة إنهاضه من كبوته وإنقاذه من براثن الانهيار، وخصوصاً في مجال الطاقة النظيفة وإعادة تدوير النفايات. فقد فازت شركة مقاولات لبنانية (BUTEC) بجائزة التميز التي تنظمها سنوياً شركة "MEED" الدولية (Middle East Economic Digest) في دبي.
المشروع الفائز بين المشاريع المنفذة في بلدان الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا عائد لائتلاف شركة "مصدر" الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة وشركة "بيئة" المتخصصة في الإدارة المتكاملة للبيئة ولمعالجة النفايات الصلبة، الذي تنظمه سنوياً شركة "Middle East Economic Digest" الدولية في دبي، وهو المشروع الأول في الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، حيث يعالج ويحرق نحو 40 طناً في الساعة لإنتاج نحو ثلاثين ميغاوات من الكهرباء، كافية لخدمة مدينة تحتوي على ثلاثين ألف منزل.
على الرغم من ظروف لبنان وما يعانيه، فإن هذا الإنجاز يؤكد مقاومة اللبنانيين المنتشرين للرداءة، كما يجسّد قدراتهم على التفوّق والتميّز، وهو ما كرّسته الجهة المنظمة لمنح الجائزة من خلال التنويه بـ"فرادة هذا المشروع وبإنجازات الشركة اللبنانية الاستثنائية"، كما ورد في الكتاب الموجه من "MEED" إلى مندوبة بوتك ميشلين موسى الذي جاء فيه: "نيابة عن (MEED) وعن المشاركين في تنظيم هذه الدورة، نقدم لكم التهاني على فوزكم الرائع بجائزة (NES Fircroft Power) لهذا العام، تقديراً لفرادة إنجازاتكم وللرقم القياسي لمقاربة الأهداف والخطط الموضوعة في الوقت المحدد، ضمن الميزانية الملحوظة، على الرغم من الظروف الطارئة في السنوات الأخيرة. ونعترف لكم، بهذه المناسبة، أننا لم نكن أبداً أشدّ اعتزازاً بالاحتفال بجوائز التقدير للتفوّق كما نحن عليه اليوم، ويسعدنا أن يكون باستطاعتنا تكريم الاتقان الهندسي والجودة لمشاريع مميّزة على غرار مشاريعكم".
وأضافت الكتاب: "لقد أُعجب الحكّام المولجون باختيار المشروع الأفضل بمستوى المشاركين في هذا العام واستلهموا الكثير من رؤاهم ومن جودة وجديّة عملهم. نشكركم على المشاركة في الدورة الثانية عشرة من جوائز (MEED) لعام 2022، ونهنئكم بفوز شركتم (BUTEC) بجائزة (MEED Projects Award 2022)".
من جهته، أكّد المهندس طوني حنا، مدير عام الشركة، أنّ "مجموعة (بوتك) فخورة جداً بتنفيذ هذا المشروع باعتباره معلماً تقنياً في دولة الإمارات يجسّد حرص قادتها على إنتاج الطاقة النظيفة والحد من الانبعاث الحراري وتلوّث البيئة"، واعتبر أنّ هذا المشروع "يندرج ضمن نهج المجموعة للتفوّق في مجالات التقنيات المتطورة والمعقدة".
يذكر أنّ مجموعة "BUTEC" تأسست في بيروت عام 1966، وتمارس نشاطها في 27 بلداً في الشرق الأوسط وأفريقيا، في قطاعات الطاقة والنفط والغاز والمياه والمشاريع الصناعية، وقد سبق لها أن فازت عام 2016 بجائزة "MEED" عينها، عن مشروع "تالكس" لصناعة الألمينيوم في أبوظبي.