النهار

هل يتحوّل نجاح "ثريدز" المبكر إلى واقع مرير؟
المصدر: "النهار"
هل يتحوّل نجاح "ثريدز" المبكر إلى واقع مرير؟
تعبيرية "نيويورك تايمز"
A+   A-

تقدّم شركة تقنية كبيرة تضم مليارات المستخدمين شبكة اجتماعية جديدة. مستفيدةً من شعبية منتجاتها، تسعى الشركة لإنجاح تطبيقها الجديد، وتالياً لسحق تطبيق رائد منافس. 

في عام 2011، أطلقت شركة "غوغل" شبكة اجتماعية تسمّى "غوغل+"، كان الهدف منها سحق تطبيق "فايسبوك".  

ودفعت "غوغل" حينها تطبيقها الجديد أمام العديد من مستخدميها الذين اعتمدوا على البحث والمنتجات الأخرى، ووصل عدد مستخدمي "غوغل+" إلى أكثر من 90 مليوناً خلال عامه الأول. 

 
 
ولكن بحلول عام 2018، تراجع موقع "غوغل+" تراجعاً دراماتيكاً. فعلى الرغم من الجمهور الهائل لعملاق البحث، فشلت شبكتها الاجتماعية في الانتشار مع استمرار تدفق الناس على "فايسبوك"، ولاحقاً على "إنستغرام" والتطبيقات الاجتماعية الأخرى. 
 
 هذا هو التحدي الذي يواجهه الآن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، المالكة لتطبيقي "فايسبوك" و"إنستغرام"، وهو يحاول إزاحة تطبيق "تويتر" وجعل تطبيق "ثريدز" التطبيق الرئيسي للمحادثات العامة. وإن كان تاريخ سوق التكنولوجيا هو أي دليل، فإن الحجم والمقياس يمثلان موطئ قدم راسخاً، لكن في النهاية لا يمكن أن يكونا ضماناً لنجاح الشركات. 
 
 
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد قال إريك سيوفيرت، المحلل المستقل الذي يراقب شركة "ميتا" عن كثب: "إذا قمت بإطلاق تطبيق ينسخ تطبيقاً أخر أو إطلاقه قبل اكتماله، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية ويمكن أن ترى الكثير من الأشخاص يتخلون عن التطبيق". 
 
 
 
في الوقت الحالي، يبدو أن تطبيق "ثريد" حقق نجاحاً بين عشية وضحاها. في غضون ساعات من طرح التطبيق يوم الأربعاء الماضي، قال زوكربيرغ إن 10 ملايين شخص قد اشتركوا في "ثريد". بحلول يوم الاثنين، ارتفع هذا العدد إلى 100 مليون شخص. ويعتبر "ثريد" أول تطبيق يقوم بذلك في هذا الإطار الزمني، متجاوزاً "شات جي بي تي"، الذي اكتسب 100 مليون مستخدم في غضون شهرين من إطلاقه وفقاً لتحليلات شركة "SimilarWeb". 
 
وبدا إيلون ماسك، مالك تطبيق "تويتر" منزعجاً من زخم "ثريد". ومع وجود 100 مليون مستخدم، يقترب "ثريد" بسرعة نحو بعض أرقام المستخدمين العامة الأخيرة التي حققها "تويتر". وبدأ ماسك باتخاذ إجراءات، ففي نفس اليوم الذي تم فيه الكشف عن "ثريد" رسمياً، هدد موقع "تويتر" بمقاضاة "ميتا". 
 
ما يفتقر إليه ماسك، يتمتع زوكربيرغ بوفرة منه في "ميتا". عدد مستخدمين هائل، يزور أكثر من ثلاثى مليارات مستخدم بانتظام تطبيقات "ميتا"، بما في ذلك "فايسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" و"مسنجر". كما يملك زوكربيرغ خبرة كبيرة في حث ملايين المستخدمين في هذه التطبيقات على استخدام تطبيق آخر تابع للشركة. 
 
 
أصبح تطبيق "ثريد" مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بـ"إنستغرام". يجب على المستخدمين أن يكون لديهم حساب "إنستغرام" للتسجيل في "ثريد". ويمكن للمستخدمين استيراد قائمة المتابعين الكاملة من "إنستغرام" إلى "ثريد" بنقرة زر واحدة، ما يغنيهم عن محاولة العثور على أشخاص جدد لمتابعتهم. 
 
ومع ذلك، فإن ربط تطبيق جديد بتطبيق موجود حالياً قد لا يؤتي ثماره في النهاية.  
 
في عام 2011، وبعد محاولة لاري بيدج، المؤسس المشارك لشركة "غوغل" ورئيسها التنفيذي في ذلك الوقت، استنساخ "فايسبوك" بإطلاق "غوغل +"، سرعان ما سئم المستخدمون من حداثة الشبكة الاجتماعية الجديدة وتوقفوا عن استخدامها. ورأى البعض في "غوغل +" شيئاً فرض عليهم بينما كانوا يحاولون فقط الوصول إلى حساب "جيمايل" الخاص بهم. 
 
ومع ذلك، يمكن لزوكربيرغ أن يجعل من "ثريد" مثالاً على نجاح الشركات الكبرى في الاستفادة من شعبيتها والبناء على أساساتها. 
 
 

اقرأ في النهار Premium