أحمد نقري
في عصر الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة لا غنى عنها للأفراد والشركات والعلامات التجارية للتواصل مع الجمهور.
ويعدّ إنشاء محتوى ملهم وقابل للمشاركة هو المفتاح للنجاح في منظومة التواصل الاجتماعي المتطوّرة باستمرار. من الصور الجذّابة إلى النصوص المثيرة، سنتناول في هذا المقال فنّ صياغة المحتوى الذي يلامس المشاعر ويزيد من تأثيرك على وسائل التواصل الاجتماعيّ، من خلال عدد من الخطوات الواجب اتباعها من أجل عمل ناجح.
البداية تنطلق من التعرّف على الجمهور المستهدف، إذ وقبل الانطلاق في إنشاء المحتوى، يجب فهم الجمهور المستهدف جيداً. لاستهداف الجمهور بشكل دقيق، من الضروري إجراء بحث شامل لاكتشاف تفضيلاتهم واهتماماتهم ومشكلاتهم. سيكون هذا المعرفة الأساسية لتصميم محتوى يلامس حاجاتهم، ويعزز الصلة والثقة.
النقطة الثانية تكمن في وضع أهداف واضحة، والمطلوب من صانع المحتوى تحديد الغاية وراء محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الخاص به، وهنا، ثمّة أسئلة تُطرح، هل الهدف زيادة الوعي حول العلامة التجارية، أم تحفيز حركة المرور إلى موقع الويب، أم زيادة المبيعات؟ الأهداف الواضحة ستوجه استراتيجية المحتوى الخاصة بصانعها، ما يضمن أنّ كلّ قطعة تساهم في صورة أكبر.
الخطوة الثالثة تتحدّث عن التركيز على الجاذبية البصرية، إذ وفي بحر هائل من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، تبرز المنشورات ذات الجاذبية البصرية وتجذب الانتباه. في هذا السياق، من الضروري التذكير بأنّ استخدام الصور عالية الجودة ومقاطع الفيديو والإنفوغرافيك عناصر تجعل المحتوى جذّاباً بصرياً. وعلى صانع المحتوى ابتكار محتوىً مرئيٍّ يمثّل الهوية الفريدة وتحافظ على التسلسل والتناسق عبر المنصّات.
الخطوة الرابعة اعتماد اسلوب السرد، فالبشر يشتهرون بحبهم للقصص. على صانع المحتوى التمتّع بقوة السرد لجذب الجمهور عاطفياً، ومشاركة الحكايات والتجارب الشخصية للعملاء أو النظرة خلف الكواليس التي تُظهر الجانب الإنساني للعلامة التجارية وتخلق رابطة حقيقية مع المتابعين.
خامساً، إنّ صياغة تعليقات جذابة يمكن أن يُضفي طابعاً فريداً على المنشور. من أجل محتوى كامل، المطلوب أن تكون التعليقات موجزة ّولكنّها في الوقت نفسه تتمتع بوقع قويّ. يُمكن استخدام الفكاهة، أو طرح الأسئلة، ويُمكن محاولة إثارة الفضول للتحفيز على التفاعلات والتعليقات، كما يُمكن إضافة الوسوم المتعلقة لتوسيع النطاق وجذب أشخاص ذوي اهتمامات مماثلة.
إلى ذلك، يُمكن أيضاً استغلال محتوى المستخدمين، ويُمكن تشجيع المتابعين على المشاركة في إنشاء المحتوى من خلال مشاركة تجاربهم مع المنتج أو الخدمة المقدّمة. يُعزز محتوى المستخدمين الولاء للعلامة التجارية ويوفر دليلاً اجتماعياً حقيقياً يشجّع الآخرين على التفاعل مع العلامة التجارية.
ختاماً، من الضروري الحرص على الصدق، فالصدق هو عمود النجاح في إنجاز محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الضروري تجنّب استخدام لغة مبالغ فيها أو دعاية زائفة قد تبدو غير مخلصة. يُمكن إظهار الجانب الإنساني للعلامة التجارية، والاستجابة للتعليق.