تمكن الذكاء الاصطناعي من اكتشاف سرطان الثدي بوساطة الأشعة السينية مثل اختصاصيي الأشعة ذوي الخبرة، وفقاً لدراسة جديدة دعا بعض الخبراء فيها إلى تغيير قواعد اللعبة في مجال علم الأورام.
ووجدت الدراسة أن التكنولوجيا الناشئة يمكن أن تخفّض عبء عمل أطباء الأشعة بمقدار النصف تقريباً، ممّا يتيح لهم المزيد من العمل التشخيصيّ المتقدّم، وفقاً لما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وأظهر التحليل الأوليّ لتجربة طويلة الأمد لما يقرب من 80 ألف امرأة في السويد، نُشر في مجلة "Lancet Oncology"، أن قراءات الذكاء الاصطناعي للأشعة السينية كشفت في الواقع عن حالات سرطان الثدي بنسبة 20 في المئة، أكثر من القراءة "القياسيّة" لاثنين من اختصاصيي الأشعة. وتمّ التحقق من تقييمات الذكاء الاصطناعي من قبل اختصاصيي الأشعة اعتماداً على ملفات المرضى.
وقادت النتيجة الباحثين إلى استنتاج أن استخدام الذكاء الاصطناعي في فحص التصوير الشعاعي للثدي هو طريقة "آمنة" للمساعدة في تقليل أوقات انتظار المرضى، وتقليل الضغط على أطباء الأشعة، وسط نقص القوى العاملة عالمياً.
لكن مؤلفين وخبراء آخرون حذّروا من أن نماذج الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى التدريب واختبارها أكثر قبل أن يتمّ نشرها في أماكن الرعاية الصحية.
ومع ذلك، فإن النتائج "تخطف الأنفاس"، وفق ما كتب نيريو سيجنان وأنطونيو بونتي، الخبيران في مركز علم الأوبئة والوقاية من السرطان في تورين في إيطاليا.
وعلّق روبرت أوكونور، مدير المكتب الوطني للتجارب السريرية في إيرلندا (NCTO)، على موقع "X"، المعروف سابقاً باسم "تويتر"، بأن هذه التجربة "تغيّر قواعد اللعبة"، إذ أظهرت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد على فرز صور الثدي بالأشعة السينية وفقاً لمخاطر الإصابة بالسرطان.
يذكر أن استخدام التعلّم الآلي لمحاولة تحسين التشخيص الطبي ليس بالأمر الجديد، لكنه تسارع في السنوات الأخيرة مع التقدم في الذكاء الاصطناعي.
وتتماشى نتائج هذه الدراسة مع الأبحاث الناشئة التي تظهر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد البشر في التعرف على السرطان في وقت مبكر أو بدقّة أكبر، ممّا قد يؤدّي إلى نتائج أفضل للمرضى.
وفي التفاصيل، جنّدت التجربة 80،020 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 40 و80 عاماً، ممن خضعن لتصوير الثدي بالأشعة في السويد بين نيسان 2021 وتموز 2022.
وأظهرت نتائج المجموعة، التي تمّت قراءة فحوصاتها من قبل الذكاء الاصطناعي، وجود سرطانات أكثر بنحو 20 في المئة من المجموعة التي تمّت قراءة تصوير الثدي بالأشعة السينية من قبل اثنين من اختصاصيي الأشعة.
وأوضحت الدراسة بأن الوقت المستغرق في قراءة الفحوصات بمساعدة الذكاء الاصطناعي يعدّ أقلّ بنحو 4000 فحص خلال فترة تتراوح ما بين أربعة أشهر وستة، إذا ما قرأ اختصاصيّو الأشعة نحو 50 صورة شعاعية في السّاعة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، قتل المرض 685 ألف امرأة على الأقلّ في جميع أنحاء العالم في عام 2020.
وفي الولايات المتحدة، لدى المرأة العادية احتمال بنسبة 13 في المئة للإصابة بسرطان الثدي في حياتها، وتقريباً 2.5 في المئة احتمال وفاة بالمرض، وفقاً لجمعية السرطان الأميركية.