لطالما اعتبرت عملية تحويل الأموال في إفريقيا عملية مكلفة ومعقدة. فالوصول إلى فروع البنوك التجارية محدود، خاصة للذين يعيشون في المناطق النائية والريفية، وكذلك الخيارات المصرفية الرقمية محدودة مع ضوابط رأس المال التي تحاصر السيولة النقدية المحلية في البنوك. فهل تكون العملة المشفرة "البتكوين" هي الحل في القارة السمراء؟
صرح مايك بروك، الرئيس التنفيذي لمنصة "TBD" التابعة لشركة "بلوك"، بالقول: "يمكنني استبدال الدولار بعملة البيتكوين ثم البيتكوين بالريال البرازيلي. هناك سوق لعملة البيتكوين في كل ركن من أركان العالم اليوم"، وفق ما أفادت شبكة الـ"سي أن بي سي".
وفي هذا الإطار، أشار أيضاً راي يوسف، الرئيس التنفيذي لشركة "Paxful"، عن الوضع المالي في أفريقيا، إلى أنه "إذا أراد شخص ما نقل الأموال إلى البلد المجاور، فعادة ما يتعين عليك ملء حقيبة مليئة بالنقود ونقلها عبر الحدود".
وعلى الرغم من أنه منذ ظهور العملات المشفرة في عام 2008، لم يتقبل الكثيرون الشكل الجديد من المال، بل اعتبره البعض لعبة معقدة ونوعاً من المقامرة، ورهان حظ، ومنفذاً للمجرمين والمحتالين للتهرب وحجب أصول مكاسبهم غير المشروعة. أظهر هذا النظام المالي الجديد نجاحاً في العديد من دول العالم.
وفي حين أنه لم تعد العملات الوطنية مخزناً آمناً للقيمة وتشكل التحويلات المالية من الخارج جزءاً كبيراً من الناتج المحلي الإجمالي، قد يؤدي هذا النظام المالي الموازي منفعة اجتماعية ملموسة ممثلاً أحد البدائل المالية، خاصةً في البلدان التي لا تتعامل فيها الغالبية العظمى من السكان مع البنوك.
ويذكر، أنه تتم معالجة ما يقرب من 80 في المئة من المدفوعات عبر الحدود من البنوك الأفريقية في الخارج، ومعظمها في الولايات المتحدة أو أوروبا، وهذا يعني تكاليف أعلى وأوقات معالجة يتم قياسها أحياناً بأسابيع.
وكانت المعاملات المالية عبر الجوال قد ارتفعت في إفريقيا بنسبة 39 في المئة لتصل إلى أكثر من 700 مليار دولار في عام 2021، وفقاً لبيانات من اتحاد "GSM".
ومن هنا يعتبر المهتمون في سوق العملات الرقمية، أن لـ"البيتكوين" مستقبل واعد في القارة السمراء ونظامها المالي البالغ قيمته 86 مليار دولار. خاصة، وأن "البيتكوين" تعد عملة افتراضية لا تتطلب وسيطاً للموافقة على المعاملات المالية.