النهار

"ميتا" والذكاء الاصطناعي... هل تلحق منافسيها؟
المصدر: "النهار"
"ميتا" والذكاء الاصطناعي... هل تلحق منافسيها؟
"ميتا" (النهار) / ديما قصاص
A+   A-
عند اقتراب صيف عام 2022 من نهايته، جمع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذيّ لشركة "ميتا"، كبار مساعديه للبحث في قدرة الشركة الحاسوبية، مع التركيز على قدرتها على القيام بأعمال الذكاء الاصطناعيّ المتطوّرة، وفقاً لما نقلت وكالة "رويترز".

وفي هذا السياق، كانت لدى الشركة مشكلة شائكة، فعلى الرغم من الاستثمارات رفيعة المستوى في أبحاث الذكاء الاصطناعيّ، كان عملاق وسائل التواصل الاجتماعيّ بطيئاً في اعتماد الأجهزة والبرامج الصديقة للذكاء الاصطناعيّ والباهظة الثمن في أعمالها الرئيسية، ما أعاق قدرة الشركة على مواكبة الابتكار على نطاق واسع.
 
 
مذكّرة الرئيس الجديد جاناردان
 
قالت المذكرة، التي كتبها الرئيس الجديد للبنية التحتية سانتوش جاناردان، والتي نشرت داخل أروقة "ميتا" في شهر أيلول ويتمّ الإبلاغ عنها الآن لأوّل مرّة، "لدينا فجوة كبيرة في الأدوات وسير العمل والعمليات عندما يتعلق الأمر بالتطوير للذكاء الاصطناعيّ. نحن بحاجة إلى الاستثمار بكثافة هنا".

وأضافت أنّ دعم عمل الذكاء الاصطناعي سيتطلّب "تحويل تصميم البنية التحتية المادية بشكل أساسي، وأنظمة البرامج لتوفير منصة مستقرة".

ورداً على سؤال حول المذكرة وإعادة الهيكلة، قال المتحدث باسم الشركة جون كارفيل لـ"رويترز"، إن الشركة "لديها سجل حافل في إنشاء ونشر بنية تحتية متطوّرة على نطاق واسع، بالإضافة إلى الخبرة العميقة في أبحاث الذكاء الاصطناعي والهندسة."

وأضاف كارفيل: "نحن واثقون من قدرتنا على مواصلة توسيع إمكانيات بنيتنا التحتية لتلبية احتياجاتنا على المدى القريب والبعيد، حيث نقدّم تجارب جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مجموعة التطبيقات والمنتجات الاستهلاكية لدينا".
 
ولكنّه رفض التعليق على ما إذا كانت "ميتا" قد تخلّت عن شريحة الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بها.
 
 
 
"شات جي بي تي" يضيّق الخناق على "ميتا"

أصبح تطبيق "شات جي بي تي" الخاص بـ"أوبن إي آي" المدعوم من "مايكروسوفت" التطبيق الأسرع نمواً في التاريخ بعد ظهوره لأوّل مرة في 30 تشرين الثاني، ما أدى إلى سباق تسلح بين عمالقة التكنولوجيا لإطلاق منتجات باستخدام الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ.
 
ووفقاً لـ"رويترز"، لم تعطِ "ميتا" الأولوية لبناء منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدية إلّا بعد إطلاق "شات جي بي تي" في تشرين الثاني.
 
وأكّد كارفيل، أنّ الشركة تقوم ببناء منتجات ذكاء اصطناعيّ توليديّة على فرق مختلفة لأكثر من عام. وأكّد أنّ العمل تسارع في الأشهر التي تلت وصول "شات جي بي تي".


 
"ميتا" تتأخّر في احتضان الـ"GPU"

قالت خمس مصادر للوكالة إنّ أحد الأسباب الرئيسية للمشكلة يمكن إرجاعه إلى احتضان "ميتا" المتأخر لوحدة معالجة الرسومات أو "GPU"، لعمل الذكاء الاصطناعيّ.

وتعتبر رقائق "GPU" مناسبة بشكل فريد لمعالجة الذكاء الاصطناعيّ، لأنّها يمكن أن تؤدّي عدداً كبيراً من المهام في وقت واحد، مما يقلل من الوقت اللازم لنقل المليارات من أجزاء البيانات.

وإنّ وحدات معالجة الرسومات هي أغلى من الرقائق الأخرى، حيث تسيطر شركة "Nvidia Corp" لصناعة الرقائق على 80 في المئة من السوق وتحافظ على ريادتها في البرامج المصاحبة، حسبما ذكرت المصادر.

وحتى العام الماضي، قامت "ميتا" بتشغيل أعباء عمل الذكاء الاصطناعيّ إلى حدّ كبير باستخدام أسطول الشركة من وحدات المعالجة المركزية للسلع "CPUs"، وهي شريحة العمل في عالم الحوسبة، والتي ملأت مراكز البيانات لعقود من الزمن، ولكنّها تؤدي عمل الذكاء الاصطناعيّ بشكل سيّئ.

ووفقاً لاثنين من هذه المصادر، بدأت الشركة في استخدام شريحتها المخصصة التي صممتها داخلياً في عملية تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات لإصدار الأحكام وتوليد الاستجابات.
  
والجدير بالذكر أنّ "ميتا" تخلّفت بالفعل عن أقرانها مثل "غوغل"، التي بدأت في نشر نسختها المصممة خصيصاً من وحدات معالجة الرسومات، والتي تسمى "TPU" في عام 2015.
 
 
 
تغيير في البنية التحتيّة للذكاء الاصطناعيّ لدى "ميتا"
 
شرع المسؤولون التنفيذيون في "ميتا" في إعادة تنظيم وحداتها للذكاء الاصطناعيّ مع تسمية رئيسين جديدين للهندسة في هذه العملية، بما في ذلك جاناردان، مؤلّف مذكّرة أيلول.

وغادر أكثر من عشرة مديرين تنفيذيين "ميتا" خلال الاضطرابات التي استمرّت لأشهر، وفقاً لملفّاتهم الشخصية على "لينكد إن" ومصدر مطلع لـ"رويترز"، وهو تغيير شبه شامل لقيادة البنية التحتية للذكاء الاصطناعيّ.

كما بدأت "ميتا" بعد ذلك في إعادة تجهيز مراكز البيانات الخاصة بها لاستيعاب وحدات معالجة الرسومات الواردة، والتي يجب تجميعها بشكل وثيق مع الشبكات المتخصّصة في ما بينها. ما يتطلب "إعادة تصميمها بالكامل"، وفقاً لمذكرة جاناردان ومصادر "رويترز".

ومع بدء العمل، وضعت "ميتا" خططاً داخلية للبدء في تطوير شريحة داخلية جديدة وأكثر طموحاً، والتي ستكون قادرة على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعيّ.
 
وقال مصدران إنّ المشروع، الذي لم يتمّ الإبلاغ عنه من قبل، من المقرّر الانتهاء منه حوالي عام 2025.

وصرّح كارفيل، المتحدّث باسم "ميتا"، إنّ بناء مركز البيانات الذي تمّ إيقافه مؤقّتاً أثناء الانتقال إلى التصميمات الجديدة سيُستأنف في وقت لاحق من هذا العام، رافضاً التعليق على مشروع الشريحة.

 
 
"ميتا" لم تركّز على الدفع في سبيل العمل التوليديّ
 
اعترفت المديرة المالية سوزان لي في شباط، بأنّ "ميتا" لم تخصّص الكثير من حساباتها الحالية للعمل التوليديّ، قائلةً "إنّ كلّ قدرات الذكاء الاصطناعيّ لدينا تتّجه نحو الإعلانات والموجزات والفيديوهات القصيرة".
 
وعلى الرغم من أنّ مختبر الأبحاث "FAIR" أو "Facebook AI Research"، ينشر نماذج أوّلية للتكنولوجيا منذ أواخر عام 2021، إلّا أنّ الشركة لم تركّز على تحويل أبحاثها المشهورة إلى منتجات.
 
 
 
زوكربيرغ يقضي وقته في الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ
أمّا اليوم، فقد قال أندرو بوسورث، كبير مسؤولي التكنولوجيا، هذا الشهر إنّ الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ هو المجال الذي يقضي فيه هو وزوكربيرغ معظم الوقت، ويتوقّعون أن تطلق "ميتا" منتجاً هذا العام.
 
ويذكّر، إعلان زوكربيرغ عن فريق ذكاء اصطناعيّ جديد رفيع المستوى في شباط قال إنّه "سيشحن" عمل الشركة.

وأفاد مطّلعون لـ"رويترز" أنّ عمل الفريق الجديد كان في مراحله الأولى، وركّز على بناء نموذج أساسيّ، وهو برنامج يمكن تعديله لاحقاً وتكييفه مع منتجات مختلفة.

اقرأ في النهار Premium