النهار

تُعدّ الأغذية والتكنولوجيا الزراعية من الممارسات التي قد تساعد على تقليل الضرر البيئي الناتج عن إنتاج الغذاء واستهلاكه، إذ تحسّن الكفاءة، وتقلّل النفايات، وتحسّن جودة المنتجات التي تأتي من مصادر متنوّعة، فضلاً عن مساعدة المستهلكين على الوصول إلى المزيد من الخيارات الغذائيّة المستدامة.

وفي هذا السياق، نظّمت شركة "بيريتك" (Berytech)، رائدة الشركات الناشئة في لبنان، الدورة الرابعة من "أيام الابتكار في الأغذية الزراعية"، التي ضمّت أقطاب قطاع الأغذية الزراعية والشركات ورجال الأعمال والشركات الناشئة والمستثمرين والباحثين.

تضمّن الحدث، الذي امتدّ ليومين، معرضاً هدف إلى الاطّلاع على الابتكارات في الأغذية الزراعية اللبنانية، بمشاركة أكثر من 2700 شخص و30 متحدّثاً، مع توفير مساحة متخصّصة لأكثر من 15 نشاطاً.

بالإضافة إلى ذلك، سلّط المتحدّثون الضوء على التحدّيات المحلية والإقليمية وزيادة شراكات النظام البيئي والصناعي في لبنان.

في اليوم الأول، تم إجراء حلقات نقاش تضمّنت مواضيع مثل الإنتاج الزراعي المستدام، مستقبل الغذاء البديل، العلوم التطبيقية ونقل المعرفة في الزراعة الغذائية، والترويج للمساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قطاع الأغذية الزراعية.

وحضر وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان الحدث، وقال في حديثه لـ"النهار" إنّ هذا النشاط هو تأسيس لمستقبل الشباب الذي سيمكّننا من بناء مستقبلنا الصناعيّ بالطرق السليمة، وذكر أنّه يعمل على دعم هذه المشاريع بالطرق القانونيّة عن طريق تأمين الشهادات الصناعية التي ستساعدهم على الاستمرار والتطوّر.

من جهته، أشار السفير الهولندي في لبنان "هانس بيتر فان دير فود" إلى أنّ هولندا تريد مساعدة لبنان في التطوّر في مجال الأغذية والتكنولوجيا الزراعية، نظراً إلى دور بلاده في تصدير المنتجات الزراعية في العالم. وشدّد على أهمّية "بيريتك" في توفير الفرص للشباب والمبدعين في القطاع، في وقتٍ لفت إلى أن قطاع الأغذية الزراعية والتكنولوجيا الزراعية مليء بالفرص، ويستحقّ أن نعطيه فرصة، وسيوفّر بلا شكّ مستقبلاً أفضل.

ومن الابتكارات التي قُدّمت في المعرض أجهزة لمراقبة المحاصيل من بُعد، ولِقياس حاجتها إلى الريّ أو الحرارة، فيما قدّمت شركة ناشئة أخرى سماداً عضويّاً خالياً من أيّ موادّ كيميائيّة أو موادّ مستوردة من خارج لبنان...

وأثار الرئيس التنفيذي لـ"بيريتك" مارون شمّاس أهمّية الابتكارات في الأغذية الزراعية من أجل مستقبل أكثر استدامة في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان. ولفت في حديثه لـ"النهار" إلى أن البلد يحتاج إلى الاستفادة من القدرات والابتكارات الموجودة في لبنان، مشدّداً على أنّ "بيريتك" تساعد المبدعين على تقديم أفضل ما عندهم عبر دعمهم ماديّاً في بداية مسيرتهم للانطلاق وتقديم خدماتهم على نطاق أوسع.

وتمحورت حلقات النقاش في اليوم الثاني من الحدث حول الابتكار لتنمية المناطق الريفية، وتأثير تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال الأغذية الزراعية، والنظام البيئي لريادة الأعمال الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتشارك في الحلقات رجال وسيدات أعمال تجاربهم وأدوارهم في تحسين القطاع، وسلّطوا الضوء على دور الجيل الجديد في المستقبل.

وذكر رئيس العمليات في "بيريتك" رامي بو جودة أن الحدث يهدف لدعم الاقتصاد اللبناني، والاقتصاد المعرفي، والابتكار، وأهمّيته تكمن في جمع القطاع الأكاديمي والبحثي بالقطاع الخاص في مكان واحد ليعملوا على تطوير مجال الأغذية الزراعية في المستقبل. وأضاف أن الزراعة والتصنيع الغذائي يحتاجان إلى عمل الخبرات والتكنولوجيا والهندسة معاً لتحقيق ذلك.

وأردف أن من الأهداف الأخرى للحدث دعم الشباب اللبناني للتعلّم والاختبار والتعرّف على الأسواق العالمية والإضاءة على الابتكارات الموجودة، مما سيؤدّي إلى خلق فرص عمل في مجالات مختلفة، وإلى إعادة لبنان إلى خريطة الابتكار في القطاع الزراعي والتصنيع الغذائي.

إذن، يمكن أن يكون للأغذية الزراعية والتكنولوجيا الزراعية آثار إيجابية على الاقتصاد اللبناني من خلال خلق فرص العمل وتعزيز الابتكار والتجارة، فمن المهم دعم المشاريع الصغيرة الواعدة لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.