كشف تقرير أنّ شركة "أوبن أي آي"، ومقرّها سان فرانسيسكو، المتخصصة في عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، يُحتمل أن تُفلس بحلول نهاية عام 2024 إن لم تُحقّق أرباحاً.
ويذكر أن "أوبن أي آي" تأسست على يد مجموعة من رواد التكنولوجيا، بما في ذلك الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك "إكس" والرئيس التنفيذي لكل من شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، بالإضافة إلى سام ألتمان الذي يقود "أوبن إيه آي" الآن، وجريج بروكمان وإيليا سوتسكفر وجون شولمان وويوتشيك زاريمبا.
عند إطلاقه… "شات جي بي تي" يجذب 100 مليون مستخدم يومياً
كانت "أوبن أي آي" قد اشتُهرت بعد إصدارها تطبيق "شات جي بي تي"، روبوت الدردشة الشهير. وأشارت التقديرات إلى أنه قد وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط شهرياً، بعد شهرين فقط من إطلاقه، ما جعله حينها التطبيق الأسرع نمواً في التاريخ، وفقاً لتقرير "رويترز" التي نشر دراسة أجرتها "يو بي إس" (UBS).
وأضاف التقرير، نقلاً عن بيانات من شركة سيميلار ويب للتحليلات، إن ما معدله 13 مليون زائر استخدم "شات جي بي تي" يومياً في كانون الثاني.
تكاليف في ظل غياب الإيرادات
بعد تقديم "شات جي بي تي"، الذي أثار مخاوف بشأن قدرته على استبدال الإبداع البشري في أسواق العمل المختلفة، ورد أن خسائر "أوبن أي آي" ارتفعت إلى ما يقرب من 540 مليون دولار في العام السابق، وفقاً لتقرير من "The Information" في شهر أيار.
وأفاد التقرير الذي نشر في مجلة "Analytics India Magazine"، أنّ الشركة تنفق ما يقارب 700000 دولار يومياً لتشغيل نموذج "شات جي بي تي".
وحالياً، تقوم شركة "مايكروسوفت" ومستثمرون آخرون بتغطية هذه التكاليف، في ظل غياب الإيرادات.
واعتبر التقرير أنّه على الرغم من أنّ الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان لا يمتلك أسهماً فيها، فقد تحوّلت من مؤسسة غير ربحية إلى شركة تبغي الربح.
انخفاض عدد زيارات المستخدمين
أظهرت بيانات تقلُّص الرقم القياسي لعدد زيارات المستخدمين للموقع من 1,9 مليار زيارة خلال أيار الفائت، إلى 1,7 مليار زيارة في حزيران و1,5 مليار في شهر تموز.
واعتبر بعض الخبراء أن الانخفاض في المستخدمين يعود إلى نقص في وحدة معالجة الرسومات، الذي أثّر بدوره على قدرة الشركة في تحسين وتطوير نماذج جديدة.
ويذكر أنّ شركة "أوبن أي آي"، التي كانت سابقاً غير ربحية، كانت قد تحولت إلى منظمة "ذات الحد الأقصى للربح"، حيث حصلت على 10 مليارات دولار من "مايكروسوفت" لدعم توسعها.
"أوبن أي آي" تشكّل فريقاً لكبح جماح الذكاء الاصطناعيّ
مؤخراً، تقوم شركة "أوبن أي آي" بتشكيل فريق متخصّص لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعيّ الفائق الذكاء.
الذكاء الخارق هو نموذج افتراضيّ للذكاء الاصطناعيّ، وهو أكثر ذكاءً حتّى من أذكى البشر، ويتفوّق في مجالات متعدّدة من الخبرة بدلاً من مجال واحد، مثل بعض نماذج الجيل السابق.
وتعتقد الشركة أنّ مثل هذا النموذج سيكون متوفّراً قبل نهاية العقد الحالي. وقالت إنه: "سيكون الذكاء الخارق أكثر التقنيات التي اخترعتها البشرية تأثيراً على الإطلاق، ويمكن أن تساعدنا في حلّ العديد من المشكلات الأكثر أهميّة في العالم. ولكنّ القوة الهائلة للذكاء الخارق يمكن أن تكون أيضاً خطيرة للغاية، ويمكن أن تؤدّي إلى إضعاف البشريّة أو حتّى إلى انقراض الجنس البشريّ".
وسيشارك في قيادة الفريق الجديد كبير العلماء في "أوبن أي آي" إيليا سوتسكيفر وجان لايك، رئيس قسم مختبر الأبحاث. بالإضافة إلى ذلك قالت الشركة إنّها ستخصّص 20 في المئة من قوّتها الحاسوبيّة المضمونة حاليّاً لهذه المبادرة، بهدف تطوير باحث محاذاة آليّ.