كشفت شركة "مايكروسوفت" أنّ المتسللين الصينيين الذين اخترقوا رسائل البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين الأميركيين في شهري أيار وحزيران، تمكنوا من القيام بذلك عن طريق سرقة بيانات حساسة أولاً من أحد مهندسي الشركة.
وأفادت شركة التكنولوجيا العملاقة أن العديد من الحوادث المؤسفة، بما في ذلك تعطل نظام الشركة الداخلي في نيسان 2021 واختراق المهندس، أتاحت للقراصنة الصينيين الوصول إلى مفتاح التشفير الذي تمّ استخدامه لاحقاً لاقتحام حسابات البريد الإلكتروني للمسؤولين الأميركيين.
ووفقاً لشبكة الـ"
CNN"، يلقي البيان الضوء على حملة تجسّس إلكتروني أثارت ضجة في واشنطن.
وكان المتسللون قد اخترقوا حسابات البريد الإلكتروني للسفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز ووزيرة التجارة جينا ريموندو، قبل رحلة ريموندو إلى الصين.
وكشف النائب الجمهوري دون بيكون، الذي انتقد الحكومة الصينية، أنّه تعرّض للاختراق أيضاً من قبل المتسللين.
وردّ مسؤولو الحكومة الصينية على مزاعم القرصنة باتهام الحكومة الأميركية بشن هجمات إلكترونية ضدّ الصين.
وتخضع شركة "مايكروسوفت" للتدقيق من قبل المشرّعين والمسؤولين الأميركيين الذين طالبوا بمزيد من المعلومات حول كيفية اختراق المتسللين الصينيين المزعومين لحسابات البريد الإلكتروني.
ويقوم مجلس مراجعة السلامة السيبرانية المدعوم من وزارة الأمن الداخلي، وهو لجنة من خبراء الحكومة الأميركية والقطاع الخاص، بالتحقيق في الأسباب الجذرية للانتهاك الحاصل.
وقالت الشركة أمس إنّها قامت بتصحيح المشكلات الفنية التي سمحت للمتسللين بالحصول على مفتاح التشفير من نظامها الداخلي.
وأضافت: "تقوم مايكروسوفت في استمرار بتعزيز الأنظمة كجزء من إستراتيجيتنا الدفاعية المتعمقة".
وجاءت حملة القرصنة الصينية المزعومة في وقت حساس بشكل خاصّ في العلاقات الأميركية - الصينية، حيث كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن يستعدّ للقيام برحلة عالية المخاطر إلى الصين في حزيران.
وكما ذكرت الشبكة سابقاً، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن القرصنة الصينية أعطت بيجينيغ رؤى ثاقبة حول تفكير الولايات المتحدة قبل رحلة بلينكن.
وعلى الرغم من أنّ وزارة الخارجية واجهت الحكومة الصينية بشأن الاختراق، إلّا أنّ مسؤول كبير في وكالة الأمن القومي، روب جويس، وصف النشاط بأنّه تجسّس عاديّ.