لن يُستخدم الصاروخ الإيطالي "فيغا سي" الذي توقّفت الاستعانة به منذ فشل رحلته التجارية الأولى في كانون الأول، في مهمّات فضائيّة قبل الربع الأخير من العام 2024، على ما أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية الاثنين.
وأوضحت الوكالة في بيان إنّ لجنة تحقيق مستقلّة أوصت بمراجعة تصميم محرّك زيفيرو 40 الذي يدفع الجزء الثاني من الصاروخ، وتنفيذ إطلاقين أرضيين للتأكّد من أنه صالح للاستخدام.
وأدّى فشل إطلاق أوّل رحلة تجارية لـ"فيغا- سي" في كانون الأول 2022 إلى تضييق الخيارات التي توفّر الاستقلالية لأوروبا في إطلاق أقمارها الاصطناعية، بعد التأخير المتكرر لصاروخ "أريان 6" المرتقب إطلاقه عام 2024 بالإضافة إلى عدم توافر صواريخ سويوز الروسية منذ غزو أوكرانيا.
وأفادت لجنة تحقيق شُكّلت في آذار بأنّ فشل الإطلاق يعود إلى خلل في قطعة من عنق الفوهة، هي عبارة عن مادة مركبة من الكربون عُهِد بتصنيعها إلى شركة "يوجنوي" الأوكرانية، واتُخذ قرار بالاستعاضة عنها بقطعة صنعتها مجموعة "أريان غروب".
لكنّ وكالة الفضاء الأوروبية أشارت إلى أنّ "فوهة المحرك تعرّضت لأضرار كبيرة" خلال اختبار تشغيل ثابت له في حزيران، مستبعدةً أن يكون الخلل عائداً إلى القطعة الكربونية الجديدة.
وتوصّلت لجنة التحقيق المستقلة في تقريرها الذي أعلن الاثنين أنّ "الجمع بين هندسة مدخل الفوهة والخصائص الميكانيكية الحرارية المختلفة للمادة الجديدة تسبب بأضرار تدريجية للأجزاء المجاورة الأخرى من الفوهة في التصميم الحالي لها وبتدهور تدريجي لها ممّا أدّى في النهاية إلى خلل فيها".
ورأت ضرورة إعادة النظر في تصميم فوهة المحرّك "زيفيرو 40" بالكامل، وإنشاء نماذج رقمية للتنبؤ بسلوكها و"اختبارين ثابتين للتحقق من الأداء من أجل ضمان عودة إلى الطيران يمكن الاطمئنان إليها".
وشرحت أنّ صاروخ "فيغا"، وهو النسخة القديمة، لا يتأثّر بأداء "زيفيرو 40" الخاص بـ"فيغا-سي". ولم تتبقّ سوى نسختين من "فيغا" للإطلاق. وسيحصل الإطلاق الأول الأربعاء من قاعدة كورو الفضائية في غويانا، فيما يحصل الثاني في "الربع الثاني من سنة 2024"، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية، التي لن تتمكّن بعد ذلك من إرسال مهام فضائية بإمكاناتها الذاتية المستقلة قبل رحلات "أريان 6" و"فيغا-سي".