في صحراء نيفادا المرتفعة بالقرب من حدود ولاية أوريغون، يوجد مخزون هائل من الليثيوم، وهو معدن ضروري لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. وقد كشف الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يريد إخراجها من الأرض، لكن استكشافها يؤدي إلى تقسيم المجتمعات. إذ لا يستطيع أنصار البيئة والسكان الأصليون الاتفاق على ما إذا كان ينبغي دعم الاندفاع الجديد نحو هذا "الذهب الأبيض" أو معارضته بشدة.
وفي هذا السياق، صرح جلين ميلر، الذي كان عضواً في مجلس إدارة مؤسسة "Great Basin Resource Watch" الخيرية البيئية، والتي تعارض التعدين: "إن المجتمع البيئي بأكمله منقسم حول هذا الأمر".
وفي شهر آذار، انتقل الحفّارون إلى منطقة جميلة تسمى ممر ثاكر، على ارتفاع 4000 قدم (1219 متراً) فوق مستوى سطح البحر، تكونت بواسطة بركان قديم ولها أودية تحيط بها قمم الجبال المهجورة. وبعد سنوات من المعارك القانونية، فازت شركة "Lithium Americas" بمحاولتها للتعدين في المنطقة، وفقاً لما أفادت الـ"بي بي سي".
نزاع حول تعدين "الذهب الأبيض"
صرح بايدن صراحةً أنه يريد أن تصبح الولايات المتحدة رائدة العالم في مجال السيارات الكهربائية، ويريد استخراج الليثيوم الذي يعتبر أساسياً في تصنيعها في الولايات المتحدة.
وقال العام الماضي إن أميركا اضطرت إلى استيراد "ما يقرب من 100 في المئة" من الليثيوم من دول مثل أوستراليا وتشيلي والصين. ولكن بعض علماء البيئة يقولون إن استخراج المزيد من الليثيوم هو نهج خاطئ.
من جهة ثانية، صرح جون هادر، مدير منظمة "Great Basin Resource Watch": "أن عمليات التعدين في الواقع ضارّة جداً بالبيئة. وعلينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية السماح بهذه الأشياء".
أضاف: "يمكننا تقليل الطلب على المعادن بمجرد تغيير العادات. والشيء الوحيد الذي يقلقني حقاً هو أننا نفقد فرصة القيام بأشياء أخرى لمعالجة تغيّر المناخ".
أما ميلر، الأكاديمي السابق في جامعة نيفادا، فيصرح: "سيقول بعض علماء البيئة أننا يجب أن نقود سياراتنا بشكل أقل، ويجب ألا نستخدم أي شيء يتطلب منا سحب هذه المعادن. لن يفعل أحد ذلك".