في العام الماضي، ضربت الأعاصير سواحل الولايات المتّحدة الجنوبية والشرقية، وقتلت أكثر من 160 شخصاً، ونتجت عنها أضرار بلغت 70 مليار دولار. بسبب تغيّر المناخ، سوف يزداد الأمر سوءاً.
وبهدف تنبؤ سريع ودقيق بهذه الأنماط المناخية القاسية المتزايدة، أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوّي في الولايات المتّحدة يوم الثلثاء أنّها ضاعفت قدرتها على الحوسبة الفائقة، (وبالتالي نمذجة الطقس) ثلاث مرات، مع إضافة نظامي حوسبة عاليي الأداء.
مصطلح نمذجة الطقس يعني الطرق المختلفة التي تُستخدم في التعرّف إلى حالة الطقس المقبلة.
وقال كين غراهام، مدير خدمة الأرصاد الجوية الوطنية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجويّ، في بيان صحافيّ: "هذا يوم عظيم بالنسبة إلى الإدارة. يعمل الباحثون على تطوير نماذج تنبّؤ جديدة قائمة على المجموعات بسرعة قياسية، والآن لدينا القوّة الحاسوبية اللازمة لتنفيذ العديد من هذه التطوّرات المهمّة لتحسين التنبّؤ بالطقس والمناخ".
كانت شركة "جنرال دايناميكس" حصلت على عقد بقيمة 505 ملايين دولار في عام 2020، وسلّمت جهازي الكمبيوتر إلى المواقع في ماناساس، فيرجينيا، وفينيكس، أريزونا، ليحلّا محلّ زوج من الأنظمة القديمة في ريستون، فيرجينيا، وأورلاندو، فلوريدا.
يعمل النظام الجديد بمعدل 12.1 بيتافلوبس، أو "كوادريليون (ألف تريليون) عمليّة حسابية في الثانية، مع تخزين 26 ألف تيرابايت". وفق ما قال ديف ميشود، مدير مكتب خدمة الطقس الوطني للمعالجة المركزية. وأشار ديف إلى أنّ هذا يعادل "ثلاثة أضعاف سعة الحوسبة وضعف سعة التخزين مقارنة بالأنظمة السابقة. وهذه الأنظمة هي من بين الأسرع في العالم اليوم"
في حين أنّ الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجويّ لم تؤكّد بعد مقدار التحسّن الذي ستمنحه الحواسيب العملاقة الجديدة لجهود الوكالة في نمذجة الطقس، فإنّ كين غراهام، مدير خدمة الطقس الوطنية، مقتنع بقيمتها. إذ قال خلال المكالمة الصحافية: "لتوضيح ما ستعنيه هذه الحواسيب العملاقة الجديدة بالنسبة إلى المواطن الأميركيّ العادي، فإنّنا نعمل حاليّاً على تطوير نماذج ستكون قادرة على توفير مهلة إضافية في حال اندلاع أحداث طقس قاسية، وتتبّعها بدقّة أكبر، فيمكن توقّع شدّة الأعاصير، سواء في المحيط أو التي من المتوقع أن تضرب اليابسة، ونريد أن يكون لدينا فترات زمنية أطول للتحضير قبل حدوثها".