أثار الفن الناشئ عن الذكاء الاصطناعي الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة، حول ما إذا كان سيؤثر سلباً على مستقبل الفنّانين أو على أعمالهم المستقبليّة، وبات السؤال الأكثر تداولاً هو "هل سيقتل الذكاء الاصطناعي الفن؟ يجيب الفنان ألكسندر ريبين عن هذا السؤال بجوابٍ بسيط: "هذا الأمر غير مرجّح".
وفي مقابلةٍ مع موقع "BBC"، يتحدّث ألكسندر عن تجربته مع الذكاء الاصطناعي والفن، بعدما بدأها خلال جائحة كورونا، حين تمكّن من الوصول إلى خوارزمية "GPT-3" القادرة على كتابة النصوص بطريقة آلية.
ويروي ألكسندر تجربته للموقع قائلاً: "بعد مرور أسبوعين أدركت أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على وصف الأعمال الفنية، كما اكتشفت أنه يمكنني حضّه على كتابة النصوص التي تراها على ملصق الحائط بجوار الأعمال الفنية في المعارض".
هذا الاكتشاف قاد ألكسندر للتفكير بطريقة نقل هذه الأوصاف التوليدية وجعلها واقعاً ملموساً، وقرّر أن ينقل هذه الأعمال من العالم الرقميّ إلى العالم الماديّ؛ وذلك عبر تطبيق هذه النصوص بشكلٍ من أشكال الفن المادي.
وشارك ألكسندر أحد هذه النصوص والعمل الفني الذي أوحي إليه من ورائه، وفيه: "يحتوي التمثال على مكبس، ومكبس مرحاض، ومكبس، ومكبس، ومكبس، ومكبس، تم تعديل كلّ منها. المكبس الأول هو ببساطة مكبس عادي، لكن البقية تمثل سلسة من المكابس مع إزالة المزيد والمزيد من المقبض حتى يتم ترك الكوب المطاطيّ فقط".
ويكمل: "لم تنته تجربتي مع الذكاء الاصطناعي عند هذا الحدّ، بل شهد العام الماضي ازدياداً في فنّ الذكاء الاصطناعي التوليديّ. فبعض الأدوات تقوم برسم قطعة فنيّة بمجرّد إدخال وصف للصورة التي تريد الحصول عليها. وبعد استخدام هذه الأدوات لفترةٍ من الوقت، أدركت وجود فرصة جديدة لإشراك البشر في هذه العملية".
وقد استخدم ألكسندر الذكاء الاصطناعي لإنشاء عمل يستند على رسم طفل في الخامسة من عمره.
وقام ألكسندر بتجربة العديد من الأوصاف بهدف الحصول على أكبر عدد من الصور التوليديّة لاختيار الأفضل منها ثم إرسالها إلى الحرفيين لتحويلها إلى لوحات زيتيّة حقيقيّة.
أثبت ألكسندر بعمله أنّ من الممكن العمل مع الذكاء الاصطناعي لنقل الفنّ إلى مستوى آخر، وأن الفنانين الذين يمرون بفترة جفاف في الأفكار قد يتمكّنون من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي كمصدرٍ للوحي والإلهام.