أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" أنّه يخطّط للاستثمار بكثافة في الـ"ميتافيرس"، مما سيؤدّي إلى خسارة مبالغ كبيرة من المال في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
وكانت شركة "ميتا" قد كشفت في شهر شباط الماضي، عن البيانات المالية لقسم "Reality Labs" المكلّف ببناء رؤية زوكربيرغ للـ"ميتافيرس". وقد أبلغ القسم عن خسائر هائلة ومتنامية بأكثر من 10 مليارات دولار في عام 2021 فقط.
ميتا
وفي مقارنة لهذه البيانات ما بين عامَي 2019 و2021، نرى ازدياداً في خسائر القسم على الرغم من ازدياد الإيرادات.
2019: خسارة صافية قدرها 4.5 مليارات دولار من إيرادات قدرها 501 مليون.
2020: خسارة صافية قدرها 6.62 مليارات دولار من إيرادات قدرها 1.14 مليار دولار.
2021: خسارة صافية قدرها 10.19 مليارات دولار من إيرادات بقيمة 2.27 مليارَي دولار.
ميتا
ولفهم أسباب هذه الخسائر، يجب علينا النظر إلى عدّة عوامل، فقسم "Reality Labs" هو مسؤول عن سمّاعات الواقع الافتراضيّ "Quest VR"، ونظّارات "راي بان AR"، وأجهزة الواقع المعزّز والافتراضيّ المستقبلية، بالإضافة إلى مسؤوليته لبناء الـ"ميتافيرس".
"Quest 2 VR"
وبحسب "مؤسّسة البيانات الدولية" (IDC)، فإنّ "ميتا" قد تمكّنت من بيع 8.7 ملايين جهاز "Quest VR" في عام 2021، ما يعادل ضعف مبيعات السنة السابقة. وفي حين أنّ أجهزة الواقع الافتراضيّ الخاصة بـ"ميتا" قد لاقت نجاحاً كبيراً، فإنّ نفقات قسم "Reality Labs" تتخطى تكلفة الإنتاج، ففي عام 2021 وحده، أنفقت "ميتا" 10 مليارات دولار على تصميم الـ "ميتافيرس"، ويسعى زوكربيرغ إلى توظيف 10000 موظّف إضافيّ للعمل على المشروع.
وقامت الشركة أيضاً بتكثيف الإعلانات الخاصّة بأجهزة الواقع الافتراضيّ الخاصّة بها، وهذه الحملات الإعلانية تصبّ في خانة الإنفاق ممّا يساهم في زيادة الخسائر.
وتسعى "ميتا" إلى تمويل مشروع الـ"ميتافيرس" من خلال تطبيق "إنستغرام"، وبالأخصّ باستخدام الـ"Reels" في محاولةٍ لمنافسة "تيك توك".
ويجب تسليط الضوء على أنّ التكنولوجيا المتأصلة في الـ"ميتافيرس" لا تزال بعيدة المنال. وبحسب تقدير زوكربيرغ، ستكون هذه التكنولوجيا جاهزة في السنوات الخمس أو العشر القادمة.
وهنا يمكننا أن نرى أنّ الـ"ميتافيرس" هو مشروع قيد الإنشاء، وبحسب قسم "Reality Labs"، نحو 4 مليارات من خسائر عام 2021 كانت بسبب تكاليف الموظفين وأقسام البحث والتطوير.
وبالرغم من طرح الشركة لتطبيق الواقع الافتراضيّ "Horizons World"، والذي بحسب زوكربيرغ هو محور استراتيجية الـ"ميتافيرس"، إلّا أنّها لم تساهم بشكل فعّال في أيّ إيرادات.
هذه الخسائر متوقّعة، وعلى الأرجح أن تزداد في السنوات القادمة، فـ"ميتا" تستثمر في المستقبل، وتسعى إلى بناء عالم افتراضيّ متكامل، وجعله منصّة للمبدعين والشركات، ممّا سيتيح لها تحقيق الإيرادات من خلال بيع المنتجات والخدمات الافتراضيّة.
وحده الوقت سيحدّد ما إذا كان استثمار زوكربيرغ في الواقع الافتراضيّ والواقع المعزّز والـ"ميتافيرس" سيؤتي ثماره في النهاية.