انخفضت الشحنات العالمية من الهواتف الذكية إلى أدنى مستوى لها في ثماني سنوات في الربع الثالث من العام الحالي، حيث استمرّت العوامل الجيوسياسية التي تؤثّر على الاقتصاد العالمي في كبح الطلب في السوق، وفقًا لدراسة أجرتها شركة "كاونتربوينت ريسيرتش".
وأشارت بيانات الشركة في تحديث ربع سنويّ أن التراجع بنسبة 12 في المئة إلى نحو 301 مليون وحدة في الأشهر الثلاثة حتى أيلول (سبتمبر) كان أكبر انخفاض منذ الربع الثالث من عام 2014.
وأضاف التقرير أنّ عوامل عدة من بينها الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، والتضخّم المرتفع، ومخاوف الركود وضعف العملات، أضعفت الطلب الذي كان قد تراجع بالفعل في الأرباع السابقة.
وقال كبير المحللين في الشركة هارميت واليا أنّ قطاع الهواتف الذكية بشكل عام يتأثر أيضًا بميل مستخدمي الهواتف إلى عدم استبدالها لفترات طويلة، حيث أصبحت الأجهزة أكثر ديمومة فيما يتباطأ التقدّم التكنولوجي.
إلى ذلك، تمّ تعزيز شحنات الهواتف الذكية من خلال انتعاش طفيف من "سامسونغ" و"أبل"، أكبر مصنّعي الهواتف المحمولة في العالم، ما ساعد على دفعها إلى تجاوز حدود الـ300 مليون وحدة في الربع الثالث.
ومع ذلك، يبدو أنّ القطاع يتّجه نحو انخفاض سنوي آخر، حيث أنه في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بلغ عدد شحنات الهواتف الذكية نحو 921.9 مليونًا، ومن غير المرجّح أن تتجاوز حدود 1.39 مليار وحدة، تمّ تسجيلها في عام 2021، وهو أوّل نموّ إيجابيّ منذ عام 2017.
وتسبّبت جائحة "كوفيد" في حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد بسبب عمليات الإغلاق واسعة النطاق التي استمرّت لأشهر، ما أدّى إلى نقص في الأجزاء أثّر على صانعي الهواتف الذكية، ومع ذلك، فإنّ السوق يتعافى تدريجيّاً.
وكانت شركة "أبل" التي أطلقت سلسلة هواتف "أيفون 14" الجديدة الشهر الماضي، الشركة المصنّعة الوحيدة التي تحسّن أداؤها في الربع الثالث، حيث ارتفعت الشحنات بنسبة 1.7 في المئة لتصل إلى 48.8 مليونًا، من 48 مليونًا في العام السابق.
بدورها، شهدت "سامسونغ"، وهي أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم، انخفاضًا في شحناتها بنسبة 7.6 في المئة سنويًا إلى 64 مليون وحدة، من 69.3 مليونًا خلال العام الماضي.
ونمت شحنات "أبل" و"سامسونغ" في الربع الثالث بنسبة 5 في المئة و2.5 في المئة على التوالي، ما ساعد السوق على التعافي.