حرّك علماء الذرة، الثلثاء، عقارب "ساعة يوم القيامة" الرمزية لتصبح عند 90 ثانية فقط قبل منتصف الليل، الذي يعني وصولها إليه نشوب حرب نووية تُنفي البشرية.
واستندوا في ذلك إلى عوامل تقود مخاطر وقوع كارثة عالمية مثل موقف روسيا تجاه الأسلحة النووية وسط غزوها لأوكرانيا وحرب إسرائيل المسلحة نوويّاً في غزة فضلاً عن أزمة تغيُّر المناخ.
وبدأت روسيا حربها على أوكرانيا في شباط 2022، بينما شنَّت إسرائيل حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عقب شن عملية "طوفان الأقصى" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي.
وقالت نشرة علماء الذرة إنّ العلماء حدّدوا ذلك التوقيت الذي يشير إلى إمكانية "فناء العالم" بناء على مخاطر "وجودية" تُهدّد الأرض وسكانها مثل التهديدات النووية وتغيُّر المناخ، وكذلك التقنيات المدمّرة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية الجديدة.
وقالت راشيل برونسون، رئيسة النشرة ومديرتها التنفيذية، لـ"رويترز": "بؤر الصراع الساخنة في أنحاء العالم تحمل خطر التصعيد النووي، وتغير المناخ يسبب بالفعل الموت والدمار، والتقنيات المدمرة مثل الذكاء الاصطناعي والأبحاث الحيوية تتقدم بشكل أسرع من الضمانات التي توفّرها".
وأضافت أنّ إبقاء الساعة من دون تغيير عن العام السابق "ليس مؤشّراً على أنّ العالم مستقر".
وصمّمت منظمة غير ربحية، مقرّها شيكاغو، هذه الساعة عام 1947 خلال الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية لتحذير الناس من مدى اقتراب البشرية من تدمير العالم.
وقالت برونسون، الثلثاء، إنّ الاتجاهات التي تنذر بالسوء لا تزال تشير إلى كارثة، بما في ذلك حقيقة أن الصين وروسيا والولايات المتحدة تنفق مبالغ مالية طائلة لتوسيع ترساناتها النووية أو تحديثها، وهو ما يزيد من خطر نشوب حرب نووية عن طريق الخطأ أو سوء التقدير.
وأضافت: "تبدو النهاية الدائمة للحرب الروسية في أوكرانيا بعيدة المنال، ولا يزال استخدام روسيا للأسلحة النووية في ذلك الصراع احتمالاً جدّياً. وفي العام الماضي، أرسلت روسيا العديد من الإشارات النووية المثيرة للقلق".
وفي ما يتعلق بالحرب في غزة، قالت برونسون: "كدولة نووية، من الواضح أنّ تصرّفات إسرائيل ذات صلة بالحديث عن ساعة يوم القيامة. وممّا يثير القلق الشديد أنّ الصراع قد يتصاعد على نطاق أوسع في المنطقة مما يؤدي إلى حرب تقليدية أكبر ويجذب المزيد من القوى النووية أو القوى شبه النووية".
وتقرّر إضافة تغيُّر المناخ كعامل في تحديد الساعة في عام 2007.
ولفتت برونسون إلى أنّ "العالم دخل في 2023 إلى منطقة مجهولة، إذ كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق واستمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الارتفاع... وبلغت درجات حرارة سطح البحر في العالم وفي شمال المحيط الأطلسي مستوىً قياسيّاً مرتفعاً، كما وصل الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى يومي له منذ ظهور بيانات الأقمار الصناعية".