النهار

جلسة حامية في مجلس الشيوخ الأميركي... وزوكربيرغ: "أنا آسف" (فيديو)
المصدر: "النهار"
جلسة حامية في مجلس الشيوخ الأميركي... وزوكربيرغ: "أنا آسف" (فيديو)
مارك زوكربيرغ خلال جلسة الاستجواب
A+   A-
اعتذر مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، من العائلات التي قالت إن أطفالها تعرضوا للأذى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال جلسة استماع حامية في مجلس الشيوخ الأميركي.
 
وتحظى هذه المسألة بإجماع السياسيين على مختلف توجهاتهم وعدد كبير من الجمعيات التي تتهم شبكات التواصل الاجتماعي بعدم توفير الحماية الكافية للشباب، خصوصاً ضد مخاطر الاستغلال الجنسي أو الانتحار.
 
 
ولمدة أربع ساعات تقريبًا، جرى استجواب زوكربيرغ هو ورؤساء كل من الشركات "تيك توك" و"سناب" و"إكس" و"Discord" من قبل أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين. وواجه كل من زوكربيرغ وليندا ياكارينو (إكس)، وشو زي تشيو (تيك توك)، وإيفان شبيغل (سناب تشات)، وجايسن سيترون (ديسكورد) سيلاً من التعليقات الغاضبة.
 
 
وخلال الجلسة، أراد المشرّعون معرفة ما تفعله الشركات العالمية لحماية الأطفال على الإنترنت. ويهدف الكونغرس إلى مساءلة شركات التواصل الاجتماعي عن المواد المنشورة على منصاتها.
 
وكانت جلسة الأربعاء فرصة نادرة لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي لاستجواب رؤساء شركات التكنولوجيا، وفقاً لـ"بي بي سي".
 
وافق زوكربيرغ والرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك" طوعًا على الإدلاء بشهادتيهما، لكن رؤساء "سناب" و"إكس" ومنصة المراسلة "Discord" رفضوا في البداية وأرسل إليهم مذكرات استدعاء صادرة عن الحكومة.
 
 
 
 
العائلات تتهم الشركات بالتسبب بأذى أطفالهم
 
امتلأت غرفة الاستماع بأهالي الأطفال الذين وقعوا ضحايا للاستغلال عبر الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي. وقام العديد من أفراد الجمهور برفع صور أطفالهم بصمت عندما دخل الرؤساء التنفيذيون الغرفة، وبدأت جلسة الاستماع بمقطع فيديو حزين يظهر ضحايا استغلال الأطفال.
 
خلف رؤساء التكنولوجيا الخمسة، جلست العائلات التي قالت إن أطفالها قد أذوا أنفسهم أو قتلوا أنفسهم نتيجة لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي.
 
عبّرت العائلات عن مشاعرها طوال الوقت، فتذمروا عندما دخل الرؤساء التنفيذيون وصفقوا عندما طرح المشرّعون أسئلة صعبة.
 
 
 
 
التركيز على "ميتا" في الاستجواب... وزوكربيرغ: "أنا آسف"
 
زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، هو الذي تعرض لأكبر قدر من التدقيق، عندما أدلى بشهادته أمام الكونغرس للمرة الثامنة.
 
وخلال محادثة مع السيناتور الجمهوري جوش هاولي، تمت دعوة زوكربيرغ للاعتذار للعائلات التي تجلس خلفه. فوقف والتفت إلى الجمهور وقال: "أنا آسف على كل ما مررتم به، إنه أمر فظيع".
 
وتابع "لا ينبغي لأحد أن يمر بالأشياء التي عانت منها عائلاتكم، ولهذا السبب نستثمر كثيرًا وسنواصل بذل الجهود للتأكد من عدم اضطرار أي شخص إلى المرور بما عانت منه عائلاتكم".
 
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام لمدراء المنصات "سيّد زوكربيرغ، أنت ومَن يمثّل الشركات الحاضرة هنا، أدرك أنكم لا تقصدون ذلك، لكنّ أياديكم ملطخة بالدماء. توفّرون منتجاً يقتل الناس".
وتحدث زوكربيرغ عن إجراءات كثيرة اتخذتها مجموعته لحماية الفئة الشابة، معيداً التذكير بأنّ "ميتا" استثمرت أكثر من 20 مليار دولار في مسألة السلامة منذ العام 2016 ووظّفت 40 ألف شخص في قسمي إدارة المحتوى والسلامة في المنصات.
وقال "نعمل جاهدين لتزويد الآباء والمراهقين بالدعم والأدوات الضرورية للحد من المخاطر".
وأضاف "ضمان سلامة الفئة الشابة عبر الإنترنت يمثل تحدياً منذ ظهور شبكة الإنترنت، ومع تطوير المجرمين تكتيكاتهم، علينا أن نطوّر دفاعاتنا".
 
ويذكر أنه خلال جلسة الاستماع، دافعت "ميتا أنها أحضرت "أكثر من 30 أداة" لدعم بيئة آمنة للمراهقين عبر الإنترنت.
 
 
الضغط على رئيس "تيك توك"
 
كما هو الحال مع العديد من جلسات الاستماع السابقة التي ضمت الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا، انحرف بعض المشرّعين عن الموضوع.
 
وبينما ركزت الجلسة في الغالب على حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، تباينت الأسئلة على نطاق واسع حيث استغل أعضاء مجلس الشيوخ وجود خمسة مديرين تنفيذيين من أهم الشركات العالمية في المحكمة تحت القسم.
 
وضغط العديد من أعضاء مجلس الشيوخ على شو زي تشيو بشأن علاقة "تيك توك" مع الصين، فضلاً عن تعاملها مع الإشراف على المحتوى خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
 
وسُئل الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك"، المملوك لشركة "بايت دانس"، عما إذا كانت شركته شاركت بيانات المستخدمين الأميركيين مع الحكومة الصينية، وهو ما نفاه.
 
وقال تشيو "بما أنني أب لثلاثة أبناء شباب، أدرك أنّ المسائل المُثارة اليوم مروّعة وتغذي كوابيس مختلف الآباء"، مضيفاً "أعتزم استثمار أكثر من 2 مليار دولار في مجال السلامة. وهذا العام وحده وظّفنا 40 ألف متخصص يعملون في هذه المسألة".
 
وسأل السيناتور الأميركي رئيس "تيك توك"، عما إذا كان قد انضم في أي وقت مضى إلى الحزب الشيوعي الصيني، وهو ما نفاه أيضاً رئيس الشركة الصينية.
وخلال جلسة الاستماع، روجت العديد من الشركات لميزات السلامة الحالية وأدوات الرقابة.
 
ومن جهة "إكس"، المملوكة لإيلون ماسك، ادعت أكثر من مرة أنها كانت "شركة جديدة تمامًا"، وأنها تفكر في إضافة أدوات الرقابة الأبوية. وقالت: "نظرًا لكوننا شركة عمرها 14 شهرًا، فقد قمنا بإعادة ترتيب أولويات تدابير حماية الطفل وسلامته". 
 
وستنشئ "إكس" من جانبها قسماً جديداً مخصصاً للإشراف على المنصة التي ستوظّف نحو مئة شخص لمحاربة هذه الظاهرة في المقام الأول، بحسب بيان نُشر الجمعة.
 
 قوانين جديدة
بموجب قانون الولايات المتحدة، تتمتع المنصات الرقمية بالحماية إلى حد كبير من المسؤولية القانونية عن المحتوى الذي يُنشر عبر مواقعها.
 
ويأمل نواب كثيرون في إقرار مزيد من القوانين لتنظيم هذه المسألة بصورة أفضل، إلا أنّ قوانين جديدة حظرها الكونغرس لانقسامه في شأن الحلول وبسبب الضغط المكثف من شركات التكنولوجيا الكبرى.
 
ومن بين القوانين المعمول بها راهناً قانون سلامة الأطفال على الإنترنت (KOSA)، الذي يرمي إلى حماية الأطفال من الخوارزميات التي قد تثير القلق أو الاكتئاب لديهم.
 
وثمة فكرة أخرى تتمثل في مطالبة منصات التواصل بالتحقق من عمر مستخدمي الشبكة وحظر استخدامها من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً.
وقال السيناتور جون نيلي كينيدي لرؤساء المنصات "لا أعتقد أنكم ستحلون المشكلة. سيتعيّن على الكونغرس مساعدتكم".
 

 
 
خطوات "ميتا" الأخيرة لحماية المراهقين
 
بعد انهمار القضايا ضدها، عملت الشركة مؤخراً على حماية المراهقين من التواصل غير المرغوب فيه. إذ لم يعد بإمكان المستخدمين الذين تقلّ أعمارهم عن 16 عاماً أو 18 عاماً، اعتماداً على بلدهم، تلقي رسائل مباشرة من أيّ شخص لا يتابعونه، حتى لو تمّ إرسالها من قبل مراهقين.
 
وينطبق إجراء الأمان الجديد هذا على كل من تطبيقات "ميتا"، "إنستغرام" و"ماسنجر". وعلى "ماسنجر"، لن يتمكن المستخدمون الشباب من تلقي الرسائل إلّا من أصدقائهم على "فايسبوك" أو الأشخاص الموجودين في جهات اتصال هواتفهم. نظرًا لأنّ هذا الإعداد يتمّ تمكينه افتراضيًا، سيحتاج المراهقون الذين لديهم حسابات تحت إشراف الوالدين إلى الحصول على موافقة أولياء أمرهم على أيّ تغييرات.
 
وقالت "ميتا" في إعلانها: "نريد أن يتمتع المراهقون بتجارب آمنة ومناسبة لأعمارهم على تطبيقاتنا".
 
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الشركة أنها ستبدأ في إخفاء المحتوى المتعلق بإيذاء النفس والعنف وغيرها من الموضوعات الضارّة عن المراهقين على "إنستغرام" و"فايسبوك". فإذا كان عمر المستخدم أقل من 16 عامًا، لن يرى المنشورات التي تحتوي على هذه المواضيع على حسابه حتى إذا تمّت مشاركتها بواسطة الحسابات التي يتابعها.
 
كذلك، طرحت مؤخرًا ميزة تنبيه المراهقين للنوم والتي سترسل تنبيهات ليلية للمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا لإغلاق التطبيق والذهاب إلى السرير إذا كانوا يقومون بالتمرير لأكثر من 10 دقائق.

اقرأ في النهار Premium