عُثر على خمس حفريات لأشجار دُفنت حية بسبب زلزال وقع قبل 350 مليون سنة في محجر بمقاطعة نيو برونزويك الكندية، وفقاً لدراسة نشرت يوم الجمعة في مجلة" Current Biology" بحسب ما نقلته
"سي إن إن". وقال المؤلفون إنّ هذه الأشجار الأحفورية تكشف عن أدلة حول فترة من الحياة على الأرض لا نعرف عنها سوى القليل.
وأكّد عالم الحفريات والرسوبيات الذي قاد الدراسة روبرت غاستالدو، أنّها كبسولات زمنية تتيح لنا التعرّف على المناظر الطبيعية والنظم البيئية في أعماق العصور القديمة، مضيفاً: "هناك خمس أو ست أشجار فقط يمكننا توثيقها تمّ الحفاظ عليها، على الأقل في العصر الحجري، ومعظم عيّنات الأشجار القديمة صغيرة نسبياً، لكن هذه المرّة عُثر على شجرة محفوظة يصل طولها إلى 15 قدماً (أي 4.5 أمتار) عند نضجها وهذا الأمر مدهشٌ".
واستخرج الباحثون أول شجرة أحفورية منذ حوالي سبع سنوات، لكنّ الأمر استغرق بضع سنوات أخرى قبل العثور على أربع عيّنات أخرى من النبات نفسه على مقربة من بعضها. وسُميت الأنواع التي تمّ تحديدها حديثاً تحت اسم "Sanfordiacaulis" على شرف لوري سانفورد، صاحب المحجر حيث اكتُشفت الأشجار.
هذه الحفرية مغلفة في صخرة من الحجر الرمليّ في حجم سيارة صغيرة تقريباً، وفقاً لستيمسون، أمين مساعد الجيولوجيا وعلم الحفريات في متحف نيو برونزويك.
وأضاف ستيمسون أنّ هذه الظاهرة من المحتمل أن تكون بسبب الانهيار الأرضي "الكارثي" الناجم عن الزلزال الذي حدث في بحيرة قديمة، مشيراً إلى أنّ "هذه الأشجار كانت على قيد الحياة عندما وقع الزلزال، ودُفنت في قاع البحيرة، ثم عادت البحيرة إلى وضعها الطبيعي".
ويُعدّ العثور على أشجار أحفورية كاملة أمراً نادراً وأقل شيوعاً من العثور على ديناصور كامل، وفقًا لبيتر ويلف، أستاذ علوم الأرض وعالم النباتات القديمة في جامعة ولاية بنسلفانيا والذي لم يشارك في الدراسة. ولفت إلى أنّ "الحفريات الجديدة تُعتبر علامة فارقة في فهمنا لكيفية تطور بنية الغابات المبكرة، ما يؤدّي في النهاية إلى هياكل الغابات المطيرة المعقدة التي تدعم معظم التنوّع البيولوجي الحيّ على الأرض".
واكتشف المؤلفان المشاركان أوليفيا كينغ وماثيو ستيمسون أول الأشجار القديمة في عام 2017 أثناء قيامهما بعمل ميداني في مقلع للصخور في نيو برونزويك. إحدى العيّنات التي اكتشفوها والتي تعود إلى أكثر من 400 مليون سنة، حيث لا تزال أغصان الشجرة وأوراق التاج ملتصقة بجذعها.
ولم يُعثر سوى على القليل من حفريات الأشجار التي يعود تاريخها إلى أقدم الغابات على الأرض، وفقًا لما ذكره غاستالدو. ويساعد اكتشافهم في ملء بعض الأجزاء المفقودة من السجلّ الأحفوريّ غير المكتمل.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
