مع التغيّرات التكنولوجية الحديثة، تغيّر واقع العمل بشكل كامل، خصوصاً بعد استبدال الذكاء الاصطناعي الوظائف المكتبية، فتناولت صحيفة "وول ستريت جورنال" تحديثات تكنولوجية ستغيّر مبدأ اجتماعات الشركات في السنوات المقبلة، خصوصاً أنّها وسيلة مهمة لتعاون الموظفين وتحسين العمل.
غرف اجتماعات مجهّزة بالذكاء الاصطناعي
أولاً، يمكن تجهيز المزيد من غرف الاجتماعات المكتبية بالذكاء الاصطناعي والصور المجسّمة والواقع الافتراضي وغيرها من التقنيات الجديدة التي تسمح للعاملين من بعد بالشعور كأنهم في الغرفة نفسها مع زملائهم في المكتب. ويمكن لهذه التقنيات أن تعالج بعض التحدّيات في اجتماعات الفيديو المختلطة.
وفي السياق، يُخبر مدير منطقة الأعمال في أميركا لدى شركة التصميم والاستشارات "أردكيس" أنهم يستخدمون استراتيجية جديدة مع بعض العملاء، وهي كاميرات كشف الحركة التي تتحرّك تلقائيّاً نحو أيّ شخص يتحدث.
وفي الوقت نفسه، بدأت بعض شركات التكنولوجيا بتقديم اجتماعات ثلاثيّة الأبعاد، حيث يكون المشاركون في صورة ثلاثية الأبعاد.
المشي والتكلّم
تهدف تقنية "المشي والتكلم" إلى تقليل مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشات، وتزيد من فترات الاستراحة في الهواء الطلق، ممّا يؤدي إلى تحسين الإنتاجية والإبداع. ويعتمد أسلوب الاجتماع هذا على الطقس، إذ يمكن أن تؤدي الأمطار أو الرياح العاتية إلى تأجيل الاجتماع أو تأخيره. علاوة على ذلك، فإنّ المشي والتكلّم يُمكن أن يزيدا من صعوبة تدوين ملاحظات الاجتماع.
مشاركة الملاحظات قبل الاجتماع
تسمح هذه الوسيلة بتقليص عدد الاجتماعات بفضل مشاركة الأفكار قبل أسبوع عبر تطبيق إلكتروني. سيضيف الموظفون أفكارهم أو تعليقاتهم حول جدول الأعمال المحدّد لاجتماع مخطط له إلى مستند قابلٍ للمشاركة قبل أسبوع على الأقلّ. من هنا، يمكن للشركات تقليل عدد الاجتماعات بنسبة 30 في المئة، وفق ما يقول المدرّب التنفيذي والمؤلّف كيث فيراتزي.
نتيجة لذلك، يؤكّد فيراتزي أن المزيد من العمّال ستتاح لهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم، وسيشعر الجميع بالراحة عند كتابة أفكارهم مع إرفاق أسمائهم. وينصح فيراتزي بالتواصل مع الموظفين مسبقاً حول فوائد المساهمة في المستندات القابلة للمشاركة، لأنّ من شأنه تعزيز فرصة سماع وجهات النّظر المتنوّعة بشأن القرارات المهمّة للشركة.
مهارات الإعداد
نظراً إلى أن الشركة ترغب في تحقيق أقصى قدر من الاجتماعات الشخصية، فإن التحضير المسبق للاجتماعات أصبح مشحوناً للغاية. تالياً، يمكن لأدوات الواقع الافتراضي المجهّزة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد الموظفين على تلقي تعليقات في الوقت الفعلي حين يقدمون عملهم أو لإجراء محادثات بين شخصين.
يستخدم المحترفون الشباب هذه الأدوات في جامعة "هوفسترا" في نيويورك لتحسين مهاراتهم التقديمية، ومن الممكن الحصول على تعليقات حول حشو الكلمات وسرعة التكلم.
اكتشف مركز الصوت
بفضل ارتداء إحدى سمّاعات الواقع الافتراضي" Meta Quest 2" التي ابتكرتها جامعة "هوفسترا"، يُمكن للمستخدمين التدرّب على تحسين أدائهم بعد تقديم الذكاء الاصطناعي تعليقات قيّمة أو اختراع سيناريوات تجريبية تسمح بالتدريب عليها.
ويخترع الذكاء الاصطناعي مشهداً معيّناً ينقلك إلى مكان آخر، إذ يتيح لك الاستماع إلى أداء المستخدمين، قبل التعليق، ثم تسمح بعض البرامج بتغيير الجمهور من جمهور متحمّس يصفق إلى مجموعة ترتدي ملابس العمل، وتنظر إلى هواتفها وتتثاءب وتطرح أسئلة صعبة.
سيكون من الصعب معرفة متى يجب الاستثمار في هذه التكنولوجيا التي تتطوّر بسرعة. وأنفقت شركة "هوفسترا" نحو 100 ألف دولار على رسوم ترخيص البرامج، واشترت 12 سمّاعة رأس للطلاب.