وتسجل الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات، إضافة نوعية إلى أجندتها تتمثل في استضافة نخبة متميزة من علماء العالم الحائزين على جائزة نوبل في مختلف التخصصات العلمية؛ ما يرسخ مكانتها كمنصة عالمية لأصحاب العقول وصناع القرار وجميع المؤثرين، وبما ينسجم مع رسالتها المتمثلة في التركيز على أولوية الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات العالمية والارتقاء بحياة المجتمعات والحضارة الإنسانية.
صرح جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة "نفيديا"، أكبر شركة لصناعة الرقائق قيمةً في العالم، في جلسة في القمة العالمية للحكومات، أن كل الدول بحاجة لأن يكون لديها بنيتها التحتية الخاصة للذكاء الاصطناعي من أجل الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية مع حماية ثقافتها الخاصة في نفس الوقت، مضيفاً: "لا يمكنك أن تسمح للآخرين بالقيام بذلك".
وقال هوانغ: "إذا كنت تريد أتمتة إنشاء الذكاء الاصطناعي، فأنت بحاجة إلى بناء البنية التحتية. الأمر ليس مكلفًا إلى هذه الدرجة. كما أنه ليس بهذه الصعوبة".
وفي جلسة تحت عنوان "من سيقود الذكاء الاصطناعي؟" التي حاور هوانغ فيها وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي في الإمارات عمر العلماء، دعا هوانغ إلى أن تقوم كل دولة ليس فقط بتطوير بنيتها التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، بل أيضًا ببناء استراتيجية وطنية للاحتفاظ بالبيانات والاستخبارات.
وذكر رئيس "نفيديا"، الذي وصلت قيمة شركته إلى 1.73 تريليون دولار في سوق الأسهم بسبب هيمنتها على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة، أن شركته تعمل على "إضفاء الطابع الديمقراطي" على الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بسبب المكاسب السريعة الناتجة عن الكفاءة في مجال حوسبة الذكاء الاصطناعي.
واعتبر أن المخاوف بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها، مشيراً إلى أن التقنيات والصناعات الجديدة الأخرى مثل السيارات والطيران جرى وضع قواعد تنظيمية لها بنجاح.
وأشار إلى أن "هناك بعض المصالح في تخويف الناس من هذه التكنولوجيا الجديدة، وفي إضفاء الغموض على هذه التكنولوجيا، وفي تشجيع الآخرين على عدم القيام بأي شيء بشأن هذه التكنولوجيا والاعتماد عليهم للقيام بذلك. وأعتقد أن هذا خطأ".
وتوقع هوانغ، أن يبقي التقدم في الحوسبة خلال السنوات القليلة المقبلة تكلفة تطوير الذكاء الاصطناعي أقل بكثير من 7 تريليونات دولار التي يقال إن سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن أي آي"، يجمع التبرعات لها.
واعتبر هوانغ أنه "لا يمكنك أن تفترض أنك ستشتري المزيد من أجهزة الكمبيوتر. عليك أيضاً أن تفترض أن أجهزة الكمبيوتر ستصبح أسرع وبالتالي فإن المبلغ الإجمالي الذي تحتاجه ليس بنفس القدر".
ويشارك الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة في الإمارات، وداستي جنكينز، الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية في Spotify خلال جلسة بعنوان "مستقبل الصناعات الإبداعية.. كيف يمكن للحكومات تنمية المواهب"، والتي يشهدها اليوم الأول من القمة.
وتجمع القمة العالمية للحكومات، 120 وفدا حكوميا وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4000 مشارك.
وتناقش الدورة الجديدة 6 محاور رئيسة، و15 منتدىً عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.
الذكاء الاصطناعي محور النقاشات
يبحث المجتمعون إيجاد أطر كفيلة بالتغلب على مختلف تحديات هذا القطاع من خلال الحوار والشراكة بين مختلف الأطراف المؤثرة والمستفيدة من مجالات الذكاء الاصطناعي.
وتضم قائمة ضيوف القمة والمشاركين في فعالياتها نخبة من الخبراء والرؤساء التنفيذيين والمؤسسين لكبرى الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والتطبيقات الذكية، إضافة إلى كبار قادة توظيف التكنولوجيا في الأعمال من الشركات والمؤسسات العالمية التي كان لها السبق في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن قطاعاتها المختلفة.كذلك، يبحث المنتدى تشكيل إجماع عالمي بشأن تطوير واعتماد مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤولة من خلال إطلاقه الحوارات العالمية التي تجمع المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، كما يركز على تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في الدول من خلال تطوير قطاعات التعليم والبنية التحتية وصياغة السياسات المستقبلية.
وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات، رئيس القمّة العالمية للحكومات، محمد بن عبدالله القرقاوي في كلمته أن "الذكاء الاصطناعي، سلاحٌ ذو حدّين، إذ إن عدد الفيديوات المفبركة في 2023 تضاعف 3 مرات عن العام السابق، وانتشر نصف مليون محتوى مفبرك في فضائنا الرقمي في عامنا الأخير، لذلك سيكون التضليل الإعلامي أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية".
وتطلق القمة العالمية للحكومات 25 تقريرا إستراتيجيا بالتعاون مع شركاء المعرفة من مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، بهدف دراسة التوجهات العالمية في مختلف القطاعات وتقديم إستراتيجيات حكومية قابلة للتنفيذ.
وتُعقد خلال القمة اجتماعات وزارية رفيعة المستوى منها الاجتماع الوزاري للوزراء المعنيين بالتنمية المستدامة، واجتماع وزاري لمناقشة ملامح الجيل القادم من حكومات المستقبل، واجتماع وزراء المالية العرب، واجتماع تشاوري مع وزراء العمل بدول مجلس التعاون الخليجي، واجتماع وزراء الطاقة لمناقشة مستقبل الطاقة الهيدروجينية.
وتسجل الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات، إضافة نوعية إلى أجندتها تتمثل في استضافة نخبة متميزة من علماء العالم الحائزين على جائزة نوبل في مختلف التخصصات العلمية؛ ما يرسخ مكانتها كمنصة عالمية لأصحاب العقول وصناع القرار وجميع المؤثرين، وبما ينسجم مع رسالتها المتمثلة في التركيز على أولوية الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات العالمية والارتقاء بحياة المجتمعات والحضارة الإنسانية.
وتطلق القمة العالمية للحكومات 25 تقريرا إستراتيجيا بالتعاون مع شركاء المعرفة من مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، بهدف دراسة التوجهات العالمية في مختلف القطاعات وتقديم إستراتيجيات حكومية قابلة للتنفيذ.
وتُعقد خلال القمة اجتماعات وزارية رفيعة المستوى منها الاجتماع الوزاري للوزراء المعنيين بالتنمية المستدامة، واجتماع وزاري لمناقشة ملامح الجيل القادم من حكومات المستقبل، واجتماع وزراء المالية العرب، واجتماع تشاوري مع وزراء العمل بدول مجلس التعاون الخليجي، واجتماع وزراء الطاقة لمناقشة مستقبل الطاقة الهيدروجينية.
وتقدم الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات عدة جوائز عالمية، تقديراً لوزراء الحكومات وممثلي القطاع الخاص والمبتكرين والمبدعين، لمساهماتهم الاستثنائية في بناء مجتمع أفضل للبشرية، وتشمل جائزة أفضل وزير في العالم، وجائزة دبي الدولية لأفضل ممارسات التنمية المستدامة، وجائزة ابتكارات الحكومات الخلاقة، والجائزة العالمية لأفضل التطبيقات الحكومية، وجائزة التميز الحكومي العالمي.