لم يكن الحد الأدنى للعمر الذي يجب أن يكون عليه المستخدم لاستخدام تطبيق "واتساب" موحّداً على مستوى العالم. ففي الولايات المتحدة، يبلغ الحد الأدنى 13 عاماً، وفي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يبلغ 16 عاماً. ولكن مع الشروط والأحكام الجديدة، ستنخفض هذه المدة إلى 13 عاماً في كل الدول، إذ أكد "واتساب" أن هذا التغيير قد تم إجراؤه وستعمل الخطوة الجديدة على توحيد الحد الأدنى للفئة العمرية في جميع الدول.
وأشارت الشركة إلى أن ذلك تم "لضمان وجود حد أدنى ثابت لسن استخدام واتساب على مستوى العالم".
أحد أكبر منافسي "واتساب"، "Snapchat"، كان قد حصل على تصنيف "12+" وأصبح أحد التطبيقات الأكثر استخداماً لدى المستخدمين الأصغر سناً. ويأمل "واتساب" الآن جذب المزيد من المستخدمين الصغار من محبي المراسلة إلى خدمة الدردشة الخاصة به.
بالإضافة إلى خفض العمر، هناك تغيير آخر قادم قد يسمح للمستخدمين بإرسال رسائل من خدمات أخرى. وهذا يعني أن الشخص الذي يفضل منصّة رسائل "أبل" أو "Telegram" يمكن أن يتمكن من إرسال رسالة نصية إلى صديق لديه تطبيق "واتساب" فقط على جهازه. ولم يتضح بعد متى سيحدث هذا أو ما هي خدمات المراسلة التي ستكون متوافقة.
تتضمن التغييرات الأخرى التي رُصدت في شروط "واتساب" المزيد من البيانات عن المحتوى الخاضع للإشراف ومعلومات إضافية عما هو مسموح به وما هو غير مسموح به في التطبيق.
يُذكر أن جميع هذه التغييرات تحصل في ظل إقرار الاتحاد الأوروبي قانون "الأسواق الرقميّة" وقانون "الخدمات الرقمية" اللذين وُصفا بأنّهما "قانونان تاريخيّان" مصمَّمان لكبح قوة الشركات الكبرى، عبر تعزيز المنافسة العادلة، وتحسين حماية الخصوصية، بالإضافة إلى ضوابط استخدام الإعلانات.
وعلى الرغم من التعديلات، يؤكد "واتساب" أن جميع المستخدمين سيتمتعون بنفس المستوى من الخصوصية.
وقال متحدث باسم "واتساب": "هذه التحديثات للمستخدمين في المنطقة الأوروبية لا تغيّر التزامنا تجاه خصوصية المستخدم".
وتابع "أينما كنت في العالم، فإننا نحمي جميع الرسائل الشخصية من خلال التشفير الشامل، ما يعني أنه لا يمكن لأحد، ولا حتى واتساب، قراءتها أو الاستماع إليها".
خطوة قد تحدث جدلاً
إن إتاحة تطبيق "واتساب" لعدد أكبر من الأطفال الصغار اعتبره البعض أمراً مهملاً ومثيراً للقلق، خاصةً بعد انهمار القضايا ضد "ميتا"، الشركة الأم للتطبيق.
وكان قد تعرّضت "ميتا" للدعاوى القضائية والشكاوى المتعلقة بكيفية حماية قاعدة المستخدمين الأصغر سناً.
ويُذكر أن هناك دعوى قضائية غير معلنة مرفوعة ضدّ الشركة من قبل 33 ولاية تتهمها باستهداف الأطفال دون سنّ الـ13 عاماً بشكل نشط لاستخدام تطبيقاتها ومواقعها الإلكترونية ومواصلة جمع بياناتهم رغم علمها بأعمارهم.
وفي جلسة بداية الشهر الحالي، اعتذر مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، من العائلات التي قالت إن أطفالها تعرضوا للأذى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال جلسة استماع حامية في مجلس الشيوخ الأميركي.
وتحظى هذه المسألة بإجماع السياسيين على مختلف توجهاتهم وعدد كبير من الجمعيات التي تتهم شبكات التواصل الاجتماعي بعدم توفير الحماية الكافية للشباب، خصوصاً ضد مخاطر الاستغلال الجنسي أو الانتحار.