يبدو أن التواصل مع الحيوانات الأليفة، حتى البريّة، لن يكون خيالاً علميّاً أو أدبيّاً أو سينمائيّاً، بعد نحو 3 سنوات من الآن، بحسب توقّعات الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، الذين قدّروا أن تكنولوجيا الذكاء سوف تمكّن الناس من التواصل مع الحيوانات إذا نجح مشروع "Earth Species Project"، الذي يهدف إلى فكّ شيفرة ما تقوله الكلاب والقطط والخفافيش والحيتان.
يستخدم الباحثون أجهزة تسجيل رقميّة صغيرة ومحمولة تستطيع التقاط أصوات ونقرات وسلوكيّات الحيوانات التي تكون هادئة، أو تلك التي لا يستطيع البشر التقاطها بسبب دقّتها المتناهية.
ثمّ، بعد المتابعة والرصد، تُجمع البيانات المطلوبة وتستخدم لتدريب الذكاء الاصطناعي على فكّ شيفرة الأصوات وترجمتها إلى شيء أكثر فهمًا بالنسبة للإنسان، ليتمكّن من توليد أصوات تفهمها الحيوانات بدورها. لكن التركيز أولاً سيكون على فهم ما يصدر عن الحيوانات.
ماذا "تقول" الخفافيش؟
الخفافيش لديها لغة أكثر تعقيداً مما كان الناس يعتقدون، فلديها أسماء، وهي "تتجادل" بشأن الطعام، وأمّهات الخفافيش تستخدم "لغة الصغار" عند التحدّث مع الخفافيش الصغيرة، التي بدورها تكرر ما "تقوله" أمّهاتها.
جاءت تلك الاستنتاجات في أعقاب دراسة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب "ديلي ميل". استخدمت الدراسة برنامجاً لتحليل 15 ألف نداء للخفافيش، وخلصت إلى أن خاصية "التعليم العميق" في الذكاء الاصطناعي يمكنها فك شيفرة لغة الخفافيش التي تعتمد تقريباً على الموجات ما فوق الصوتية.
كيف تتواصل الحيتان؟
لجأ الباحثون في "CETI"، وفي فهم آلية تواصل الحيتان من نوع "العنبر"، إلى وضع الميكروفونات على العوامات والأسماك الآلية، فتبيّن لهم أن أكبر الحيوانات البرمائية المفترسة في العالم تحدّد طعامها باستخدام النقرات، بالإضافة إلى سلاسل أقصر من النقرات تُسمّى "كودا" للتواصل مع بعضها البعض.
بناءً عليه، صار فريق الذكاء الاصطناعي في "CETI" قادراً بالفعل على توقّع أصوات الحيتان بنسبة دقّة تصل إلى 95%. والآن يأمل في زيادة حجم البيانات لتحديد المزيد من الأنماط وفهم ما "تقوله" الحيتان بشكل أفضل.