على مر التاريخ، لعبت المرأة دوراً مهماً، إلا أن البعض يهمله خاصةً في مجال العلوم والتكنولوجيا. ولكن الرائدات خالفن في هذا المجال التوقعات التقليدية، وساهمن بشكل كبير في الاكتشافات العلمية والتحسينات التقنية والتطورات في عالم التكنولوجيا.
كانت هيباتيا الإسكندرية، فيلسوفة وعالمة رياضيات وعالمة فلك، وكانت من بين أوائل أشهر العالمات في هذه المجالات.
وفي أوائل القرن العشرين، كانت ماري كوري أول امرأة والوحيدة التي حصلت على جوائز نوبل في مجالين علميين منفصلين، وكسرت الحواجز في الفيزياء.
خلال الحرب العالمية الثانية، حققت النساء تقدماً هائلاً في مجال الكمبيوتر. آدا لوفليس، التي غالبًا ما تُعرف بأنها أول مبرمجة كمبيوتر في العالم، هي التي ابتكرت فكرة البرمجة في وقت مبكر من القرن التاسع عشر.
وفي عام 1983، دخلت رائدة الفضاء سالي رايد التاريخ كأول امرأة أميركية تسافر إلى الفضاء. لقد حفزت قصتها جيلاً من الفتيات الصغيرات على البحث عن وظائف في مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ساهمت المرأة بشكل كبير في الإنجازات الهندسية والتكنولوجية. إذ ابتكرت ستيفاني كووليك مادة الكيفلار، وهي مادة قوية وخفيفة الوزن تستخدم في صناعة السترات الواقية من الرصاص، والتي أنقذت العديد من الأرواح.
وشاركت هيدي لامار، عالمة الرياضيات، في إنشاء نظام توجيه لاسلكي مهّد الطريق لتقنيات الـ"واي فاي" والبلوتوث المعاصرة.
أما كاثرين جونسون عالمة الرياضيات فكانت حساباتها ضرورية لاستكشاف الفضاء في الولايات المتحدة. بصفتها عالمة في وكالة "ناسا"، قامت جونسون بالحسابات اللازمة التي نقلت رواد الفضاء الأميركيين الأوائل إلى الفضاء.
تقول جونسون "لقد وجدت نفسي فضولية للغاية. أردت أن أعرف ما الذي يحدث ولماذا"، وتضيف "كان من المهم بالنسبة لي أن أعرف السبب".
واشتهرت سيجينيت كيليمو، العالمة في أمراض النباتات، بتكريس أبحاثها المتطورة لمساعدة المزارعين على الخروج من فقرهم. وتقول كيليمو: "إن الدافع لحياتي هو إحداث فرق في حياة الناس وتحسين الزراعة في أفريقيا".
نشأت كيليمو في أسرة فقيرة في إثيوبيا وكانت أول امرأة من منطقتها تحصل على شهادة جامعية. وتضيف: "في قريتي، يتم تزويج الفتيات في سن مبكرة للغاية، ولكن لحسن الحظ كنت متمرّدة للغاية بحيث لم يتمكن أي شخص من ترتيب زواج لي"، وتتابع "لقد كنت مصممة حقاً على الذهاب إلى الجامعة".
وحديثاً، ساهمت الرائدات في نجاح أهم الشركات العالمية، فسوزان وجسيكي عملت كرئيسة تنفيذية للمنصة العالمية "يوتيوب" واحتلت أيضًا المركز السابع في قائمة أقوى 100 سيدة في العالم. ولطالما دافعت عن التنوع في مجال التكنولوجيا، وصرحت وجسيكي في وقت سابق: "تعتبر التكنولوجيا قوة مذهلة ستغير عالمنا بطرق لا يمكننا توقعها".
أما شيريل ساندبرج التي عُرفت كونها مديرة العمليات بشركة "فيسبوك"، والتي احتلت المركز الثالث في قائمة مجلة فوربس للسيدات الأكثر تأثيرًا في مجال التكنولوجيا عام 2018، فقد ساهمت في جعل المنصة مساحة تجذب الشركات الصغيرة للقيام بإعلاناتها.
لن تعد وتحصى إنجازات النساء في العلوم والتكنولوجيا على وجه الخصوص، فعلى الرغم من العقبات المختلفة التي بالتأكيد واجهتهن، تجاوزت المرأة الحدود، ودمرت التحيزات، وساهمت بشكل كبير في الاكتشافات العلمية والتقدم التقني. لم يؤدِّ عملهن الرائد إلى زيادة فهمنا للعالم فحسب، بل مهّد الطريق أيضًا لأجيال المستقبل من النساء في مختلف المهن عالمياً. وللمرأة في يومها: "خالفي التوقعات دوماً، كوني أفضل نسخةٍ منك".