النهار

أسقط المسبار المتجوّل التابع لـ"ناسا" "برسفيرنس" آخر "أنبوب عيّنات" على سطح المريخ، وبذلك يكون أسقط 10 أنابيب واستكمل "أول مخزن للعينات في عالم آخر".

وكان المسبار بدأ بنشر أنابيب التيتانيوم التي تحتوي على عيّنات من الصخور والغبار قبل ستة أسابيع، في إطار مهمّة لجمع الموادّ المريخيّة وتسليمها إلى الأرض لإجراء المزيد من الدراسة.

وفي المعلومات، أن المسبار يحمل حالياً 17 عيّنة أوليّة، تأمل وكالة الفضاء في أن يتم تسليمها في النهاية إلى مركبة خاصّة وإعادتها إلى الأرض، على أن يكون "مستودع العيّنات" المكتمل بمثابة ذاكرة تخزين موقتة احتياطيّة في حالة عدم تمكّن "برسفيرنس" من تسليم العيّنات الموجودة على متنه.
في الأثناء، حدّد موقع كلّ أنبوب بعناية ليتمكّن المعنيّون من جمعها بواسطة مروحيّتين شبيهتين بـ"إنجنيوتي".

في السياق، يُقال إن "برسفيرنس" لا يزال في حالة جيّدة، وسيقوم الآن بمهمّة ممتدّة لاستكشاف منطقة "ديلتا توب" القريبة. ومن المتوقع أن تستمرّ الحملة نحو ثمانية أشهر، يبحث في خلالها في الصخور والرواسب التي يبدو أنها نُقلت إلى حفرة جيزيرو عن طريق نهر قديم.

أما الآن، فسيتحوّل تركيز المهمّة الرئيسيّة إلى الاستصلاح المستقبليّ لعيّنات المريخ، وكان قد تمّ تكليف شركة الفضاء "لوكهيد مارتن" ببناء مركبة للصعود إلى المريخ العام الماضي، مهمّتها الإقلاع من سطح الكوكب الأحمر، ممّا سيجعلها أوّل صاروخ يتمّ إطلاقه من كوكب آخر إذا نجحت، ليجري تمرير العيّنات التي جمعت إلى مركبة فضائيّة تقوم وكالة الفضاء الأوروبية ببنائها.

من جهتها، تقدّر "ناسا" حالياً أن مركبة الهبوط لاسترجاع العيّنات ستهبط بحلول عام 2028 على أقرب تقدير، وأن العيّنات التي جمعت لن تصل إلى الأرض حتى عام 2033 على الأقلّ.

إذن، تمثّل مهمّة العودة لعيّنة المريخ أكثر من عقد من العمل، وتتطلّب العديد من الخطوات المعقّدة للنجاح، وبعضها لم يسبق القيام به من قبل، مثل هبوط صاروخ على المرّيخ قادر على الإقلاع مرّة أخرى.