تنبّأت مجلة "فوربس" أنّه في أقلّ من 80 عاماً يُمكن للبشر القيام برحلات مأهولة بالطاقم البشري إلى وجهات محدّدة ضمن نظامنا الشمسي وخارجه، بعد أن زارت مهمّات روبوتية، خلال القرن الماضي، نظام جوفيان تسع مرّات تقريباً، حيث يقع موطن أكبر كوكب في النظام الشمسي (كوكب المشتري)، الذي يبعد 803 ملايين كيلومتر.
وتحدّثت المجلة عن إمكان أن تسبق هذه الزيارة مهمّاتٌ مأهولة إلى "حزام الكويكبات"، الذي يقع بين مداري المريخ والمشتري بعد 50 عاماً من الآن.
يأتي الخبر الجديد وفقاً لورقة بحثيّة جديدة نُشرت على خدمة "arXiv"، لتحدّد مواعيد الإطلاق الممكنة للمهمّات.
وأضاف البحث أن "نموذجنا يشير إلى أنّ هبوط البشر في عوالم ما وراء القمر والمريخ قد يشهده الكثيرون ممّن هم على قيد الحياة اليوم".
وتنبّأ البحث بثلاث قضايا رئيسيّة تتمثّل برحلة إلى حزام الكويكبات بين العامين 2071 و2087، ومهمّة إلى أقمار المشتري بين العامين 2101 و2121، ومهمّة إلى أقمار زحل بحلول العام 2132 (على الرّغم من احتمال أن يتغيّر هذا التاريخ إلى العام 2129 أو العام 2153).
وشدّد التقرير على أن استكشاف الفضاء الواسع وراء القمر والمريخ من المرجّح أن يركّز على التوسّع البشريّ والاقتصادي، حيث كُتب أنّه "مع استكشاف الأرض على نطاق واسع، وتجاوز عدد السكّان ثماني مليارات نسمة حتى مع استمرار استنفاد موارد عالمنا الوطنيّ الوافر، فمن غير المفاجئ أن يُنظَر في اعتبارات جادّة لاستعمار العالم الخارجيّ؛ فأنشطة استكشاف الفضاء العميق تعزّز تنمية الاقتصادات الوطنية، التكنولوجيا، واندفاع حضارتنا نحو مجتمع أكثر استنارة".
ومع ذلك، أشارت "فوربس" إلى أنّه لن يكون من السهل الوصول إلى أماكن أبعد في النظام الشمسي، إذ تشير الورقة إلى أن استكشاف الفضاء والرحلات الطويلة جداً ستكون مشاريع علميّة وتكنولوجيّة معقّدة وتتطلّب استثمارات وطنيّة ودوليّة.
لكن رحلات الفضاء تطرح مشكلة صغيرة عند الحديث عن رحلات "ما وراء المريخ" إذ لم نزر حتّى الآن الكوكب الأحمر. ففي الواقع، لا يزال القمر هو الجرم السماويّ الوحيد الذي زاره البشر في العام 1969، وبالتالي فإنّ ما ذُكر في التقرير يُصنّف في باب التوقّعات، حين وضع المؤلّفون هدفاً واقعيّاً لأول هبوط مأهول على سطح المريخ في منتصف العقد المقبل حتّى أواخره، مع تحديد العام 2048 كتاريخ "الإطلاق المتأخّر".
وعلى الرغم من ذلك، يعتقد المؤلفون بأنّ القمر قد يكون المكان الذي تحدث فيه معظم الأحداث، إذ يذكر التقرير أن "الخطوة الرئيسية التالية ستكون إنشاء قاعدة على سطح القمر"؛ و"من المتوقّع أن يؤدّي إنشاء قاعدة على القمر دوراً مهمّاً في التحضير لبعثات مأهولة لاحقة إلى المريخ". كذلك يُرجَّح أن يكون المريخ هو الموقع الأكثر جدوى اقتصاديّاً في النظام الشمسي للاستعمار، ويمكن أن يتبعه استعمار مواقع أخرى في حزام الكويكبات وبعض الأقمار في كوكبي المشتري وزحل.