كشف الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان عن ميزة "GPTs" في تشرين الثاني، وهي عبارة عن دردشات روبوتية مخصصة، تعمل بنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصّة بـ"أوبن إيه آي"، معتبراً إياها طريقة "لإنجاز جميع أنواع المهام"، بدءًا من البرمجة فالتعرف على الموضوعات العلميّة الغامضة إلى الحصول على نصائح حول التمرين.
وقال ألتمان: "نظرًا لأنّ الـ"GPTs" تجمع بين التعليمات، والمعرفة الموسّعة، والإجراءات، فيمكن أن تكون أكثر فائدة لك. يمكنك بناء GPT... لأيّ شيء تقريبًا". ويبدو أنه كان جادًا عندما قال "أيّ شيء".
لكن موقع "تك كرانش" وجد أنّ متجر "GPT Store"، وهو السوق الرسمية لشركة"أوبن إيه آي"لـGPTs، مليء بـGPTs غريبة، يُحتمل أن تنتهك حقوق النشر.
إشرافٌ ضعيف
لإدراج الـ"GPTs" في المتجر، يتعيّن على المطوّرين التحقّق من ملفات تعريف المستخدم الخاصّة بهم، وإرسال الـ"GPTs" إلى نظام مراجعة "أوبن إيه آي"، الذي يتضمّن مزيجًا من المراجعة البشريّة والآليّة.
وقال متحدّث باسم الشركة: "نحن نستخدم مجموعة من الأنظمة الآلية، والمراجعة البشرية، وبيانات المستخدم، للعثور على الـGPTs وتقييمها، التي يُحتمل أن تنتهك سياساتنا. فالانتهاكات يمكن أن تؤدّي إلى اتّخاذ إجراءات ضدّ المحتوى أو الحساب، مثل التحذيرات أو قيود المشاركة أو عدم الأهليّة للانضمام إلى متجر GPT Store أو تحقيق الدّخل".
يُشار إلى أن بناء "GPTs" لا يتطلّب خبرة في الترميز، ويمكنها أن تكون بسيطة أو معقّدة حسب رغبة المنشئ. ويمكن للمطوّرين كتابة القدرات التي يرغبون في تقديمها في أداة إنشاء GPT الخاصّة بـ"أوبن إيه آي"، "GPT Builder"، وستحاول الأداة إنشاء GPT لأداء تلك المهام.
قضايا حقوق النشر
هناك العديد من الـ"GPTs"، التي تستخدم امتيازات الأفلام والبرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو الشهيرة في المتجر، لم يتم إنشاؤها أو اعتمادها من قبل مالكي هذه الامتيازات.
لن تتحمّل "أوبن إيه آي" مسؤوليةً عن انتهاك حقوق النشر من قبل منشئي "GPT"، وذلك بفضل شرط الملاذ الآمن في قانون حقوق النشر للألفية الرقميّة؛ ومع ذلك، فهي تمثّل مظهراً سيّئاً لشركة متورّطة في نزاعات الملكيّة الفكريّة.
عدم الأمانة الأكاديمية
تحظر شروط "أوبن إيه آي"صراحة المطوّرين من بناء "GPTs" تروّج لعدم الأمانة الأكاديمية. ومع ذلك، يمتلئ المتجر بـGPTs تقترح أنها تستطيع تجاوز برامج كشف محتوى الذكاء الاصطناعي.
ويزعم بعض الـ"GPTs" أنّها أدوات إعادة صياغة "متطوّرة" "غير قابلة للكشف" بوساطة برامج كشف المحتوى الاصطناعي الشائعة مثل "Originality.ai" و"Copyleaks". "جي بي تي" آخر اسمه "Humanizer Pro" (مصنّف في المرتبة الثانية في فئة الكتابة على متجر "GPT Store") يقول إنه "يضفي الطابع الإنساني" على المحتوى لتجاوز برامج كشف الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على "معنى ونوعية "النصّ وتقديم نتيجة "بشرية 100 في المئة".
يوضح عدد من الدراسات الأكاديمية أن برامج كشف محتوى الذكاء الاصطناعي ليست دقيقة ولا موثوقة. ومع ذلك، لا تزال "أوبن إيه آي" تسمح بوجود أدوات على متجر "GPT Store" تروّج لسلوك غير أمين أكاديميًا، حتى لو لم يكن للسلوك النتيجة المقصودة.
وقال المتحدث باسم "أوبن إيه آي": "تعدّ الـGPTs، التي تهدف إلى عدم الأمانة الأكاديمية، بما في ذلك الغشّ، مخالِفةً لسياساتنا. وهذا يشمل الـGPTs التي يُذكر أنّها مخصّصة لتجاوز أدوات النزاهة الأكاديمية مثل برامج كشف الانتحال".
أضاف: "نرى بعض الـGPTs التي تهدف إلى "إضفاء الطابع الإنساني" على النص. لا نزال نتعلّم من الاستخدام الحقيقي لهذه الـGPTs في العالم الواقعي، لكننا نتفّهم أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل المستخدمين يفضّلون أن يكون المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي لا يبدو كأنه من صنع الذكاء الاصطناعي".
انتحال الهوية
تحظر سياسات "أوبن إيه آي" أيضًا على مطوّري الـGPT إنشاء GPTs تنتحل شخصيّة أشخاص أو مؤسّسات من دون "موافقتهم أو حقوقهم القانونية".
ومع ذلك، هناك الكثير من الـ"GPTs" على متجر "GPT Store" تدّعي أنها تمثل آراء، أو تقلّد شخصيات مثل إيلون ماسك ودونالد ترامب وليوناردو دي كابريو وباراك أوباما وجو روغان.
تؤدي عمليات البحث عن "إيلون ماسك" و"دونالد ترامب" و"ليوناردو دي كابريو" و"باراك أوباما" و"جو روغان" إلى عشرات من الـGPTs (بعضها ساخر بشكل واضح، والبعض الآخر أقل سخرية) تحاكي المحادثات مع أسمائهم الحقيقية.
تقدّم بعض الـGPTs نفسها لا كأشخاص، ولكن كخبراء في منتجات شركات معروفة، مثل "MicrosoftGPT"، وهو "خبير في كلّ شيء يتعلّق بشركة مايكروسوفت".
علّق المتحدث باسم الشركة قائلاً: "نحن نسمح للمبدعين بتوجيه GPTs الخاصّة بهم للرد "بأسلوب" شخص حقيقيّ محدّد طالما أنهم لا ينتحلون شخصيّته، مثل تسميتها بشخص حقيقيّ، أو تكليفها بتقليده بالكامل، وتضمين صورته كصورة شخصيّة على "جي بي تي".
ثمن النمو
عرضت "أوبن إيه آي" متجر "GPT Store" عند الإطلاق على أنه مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المعزّزة للخبراء، والتي تعمل على تعزيز الإنتاجية؛ وهو كذلك، بغض النظر عن عيوب تلك الأدوات. ولكنه يتحول بسرعة أيضًا إلى أرض خصبة للبرامج النصية المزعجة والمريبة قانونًا، وربما الضارّة كذلك، أو على الأقلّ الـGPTs التي تتنافى مع قواعده بشكل واضح جدًا.
إذا كانت هذه هي حالة متجر "GPT Store" اليوم، فإن تحقيق الدخل يهدّد بفتح علبة ديدان جديدة تمامًا. لقد تعهّدت "أوبن إيه آي" بأنّ مطوّري GPT سيتمكّنون في النهاية من "كسب المال بناءً على عدد الأشخاص الذين يستخدمون الـ"GPTs" الخاصّة بهم" وربما تقديم اشتراكات في الـ"GPTs" الفرديّة.
ولكن كيف ستتفاعل "ديزني" أو "Tolkien Estate" عندما يبدأ مبدعو الـ"GPTs"، التي تستخدم محتوى "مارفل" أو "Lord of the Rings" غير المصرّح به، بجني الأموال؟
متجر "GPT Store" يواجه مشكلات واجهتها العديد من أكبر الأسواق الرقمية للتطبيقات والمنتجات والخدمات في أيامها الأولى. إلى جانب البريد العشوائي، كشف تقرير حديث في "The Information" عن أن مطوّري متجر "GPT Store" يواجهون صعوبة في جذب المستخدمين جزئيًّا بسبب تحليلات الواجهة الخلفيّة المحدودة للمتجر وتجربة الإدراج الفرعية.
كان المرء يفترض أن "أوبن إيه آي"، على الرّغم من كل حديثها عن الإشراف وأهمية الضمانات، ستبذل قصارى جهدها لتجنب الانزلاقات الواضحة. لكن الحال ليست كذلك، فمتجر "GPT Store" ليس سوى فوضى عارمة، وإن لم يتغيّر شيء ما قريبًا، فقد يظلّ كذلك.