أثار دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية الشكوك والأسئلة المقلقة للكثيرين حول مسار البشرية نحو الأمام. لكن في أنغيلا، وهي جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي تقع إلى الشرق من بورتوريكو، حمل ازدهار الذكاء الاصطناعيّ ثروة للبلاد.
تقوم الجزيرة التابعة للمملكة المتحدة بتحصيل رسوم من كلّ تسجيل لعناوين الإنترنت التي تنتهي بـ".ai"، والذي يصادف أنّه اسم النطاق المخصّص للجزيرة، مثل ".fr" لفرنسا و".jp" لليابان.
ومع انتشار الذكاء الاصطناعي ورغبة الشركات في الحصول على عناوين إنترنت منتهية بـ".ai"، مثل موقع "X.ai" الخاص بشركة إيلون ماسك للذكاء الاصطناعيّ، تلقّت أنغيلا مؤخّرًا تدفّقًا هائلاً من الطلبات.
ومقابل كلّ تسجيل، تحصل حكومة أنغيلا على ما يتراوح بين 140 دولارًا إلى آلاف الدولارات من أسماء مواقع الويب المباعة في المزادات، وفقًا للبيانات الحكومية.
وفي العام الماضي، حقّقت حكومة أنغيلا حوالي 32 مليون دولار من تلك الرسوم. ويمثل ذلك أكثر من 10 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي للإقليم الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 16000 نسمة ومساحته 35 ميلاً مربّعاً.
وقال رئيس وزراء أنغيلا إليس ويبستر: "يصفها البعض بأنّها مكاسب غير متوقّعة"، مضيفاً "نحن فقط نسمّيها أنّ الإله يبتسم لنا".
وتابع ويبستر إنّ الحكومة استخدمت الأموال لتوفير رعاية صحية مجانية للمواطنين الذين يبلغون من العمر 70 عامًا وما فوق، وقد خصّصت ملايين الدولارات للانتهاء من بناء مدرسة ومركز للتدريب المهني.
كما خصّصت الحكومة أموالاً لتحسين مطارها، ومضاعفة ميزانيتها المخصّصة للأنشطة والفعاليات والمرافق الرياضية. وأضاف أنّه تمّ زيادة الميزانية المخصّصة للمواطنين الباحثين عن العلاج الطبّي في الخارج.
وكانت قد تضرّرت الجزيرة، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، بشدّة من القيود التي فرضها الوباء على السفر والإعصار المدمّر في عام 2017.
والآن، فإنّ المسؤولون غير متأكّدين من المدّة التي ستستمرّ فيها هذه النعمة، لكنّهم توقّعوا أن يجلب عام 2024 دخلاً مماثلاً مثل العام الماضي.
إنّها ليست الثروة الأولى التي تحدث فرقًا كبيرًا في هذا المجال، إذ باعت توفالو، وهي سلسلة من الجزر شمال شرق أستراليا، حقوق ".tv" الخاصّة بها إلى رجل أعمال كندي مقابل 50 مليون دولار، واستخدمت الأموال لتوصيل الكهرباء إلى الجزر الخارجيّة، وإنشاء المنح الدراسية وتمويل عملية الانضمام إلى الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى، منحت جزيرة نيوي الواقعة في جنوب المحيط الهادئ لرجل أعمال أميركي الحقّ في ".nu" في التسعينيات مقابل ربطها بالإنترنت.
وادّعت الجزيرة في وقت لاحق أنّها تعرّضت للغشّ من أجل الحصول على أموال جاءت من خلال بيع اسم النطاق لآلاف من الدول الاسكندنافية التي اجتذبتها ".nu"، والتي تعني "الآن" باللغة السويدية والدنماركية والهولندية.
لكنّ أنغيلا أدركت في وقت مبكر بما فيه الكفاية أنّها لا تستطيع أن تترك هذه الجائزة الكبرى غير المتوقّعة تفلت من أيديها.