النهار

رسومات الشاب اللبنانيّ رالف خوري من جديد على شاشات "تايمز سكوير"
سُكينة السمرة
المصدر: "النهار"
رسومات الشاب اللبنانيّ رالف خوري من جديد على شاشات "تايمز سكوير"
رالف خوري في "تايمز سكوير" في نيويورك.
A+   A-
في بلاد قلّة هي الأيام التي لا تحوم فوقها إمّا الحروب أو الأزمات على أنواعها، تسطعُ بعض الطاقات الشابة لتؤكّد لنا من جديد أننا شعوبٌ تحُب الحياة إذا ما استطعت إليها سبيلاً.
 
ومن بين هذه الطاقات كان الفنان رالف خوري الذي وجد في الـ"NFT" سبيلاً لإثبات نفسه وفنّه للعالم، فانتقل من بوابة الهندسة المعمارية حائزاً على الماجستير إلى غمار تقنية لا يزال العديد من الناس يجهلها.
 
رالف خوري، أو المعروف بالاسم الفني "‏Ginger Potter‏"، اختار قبل عدة أعوام، ومع تأزّم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، ما يعرف بالـ"NFTs" أو الرموز غير القابلة للاستبدال (Non-Fungible Tokens). وهي أنواع خاصّة من الأصول الرقمية التي تستخدم تقنية "البلوكتشين" لتوثيق الملكية والأصالة لمحتوى رقميّ فريد.
 
في هذا المجال، لجأ الفنانون لاستخدام الـ"NFTs" لبيع أعمالهم الفنية الرقمية، ممّا يمكّنهم من الحفاظ على حقوق الملكيّة والاستفادة من الإيرادات. وتوفر الـ"NFTs" إمكانيات جديدة للتحكّم بالحقوق الرقميّة والتحقّق منها، ولكنها تطرح أيضًا تحدّيات مثل الأثر البيئيّ، بسبب استهلاك الطاقة المرتفع لعمليات التعدين في "البلوكتشين"، ومسائل متعلّقة بحقوق الملكية الفكرية والسرقات الفنية.
 
 
 
 
 
 
أكبر مؤتمر دوليّ "FTNYC Special Event"
 
في أكبر مؤتمر دوليّ يُسمّى "FTNYC Special Event"، والمخصّص لنظام الـ"NFT" في نيويورك، ومن بين آلاف المقدّمين، تمّ عرض أعمال الفنّان اللبناني رالف خوري خلال المؤتمر في العام الماضي 2023 والعام الحالي 2024، من بين 50 فناناً يتمّ اختيارهم.
 
وفي هذا المؤتمر، الذي يُعقد في شهر نيسان من كلّ عام، يتمّ تسليط الضوء على أعمال عدد من الفنّانين، فتُعرض لوحاتهم على الشاشات في تايمز سكوير، وفي قرية الفنّانين "Village Artists"، وعلى بطاقات الدعوة.
 
 
 
 
من الهندسة إلى الـ""NFT"... هل يندم خوري؟
 
تخصّص خوري في الهندسة المعمارية، لكنّ حبّه للفنّ جعله يلجأ إلى هذا النوع من الفن الرقميّ حيثُ يجد ذاته.
 
في البداية، أطلق رالف رسومات عدّة، لكنّه تعثّر، ولم يتمكّن من بيع أيّ واحدة من أعماله. تلك التجربة أثّرت عليه في انطلاقته، خاصّةً مع التحديات التي واجهت وتواجه صناعة العملات المشفرة في لبنان. لكن الأمل كان حليف خوري، الذي تابع جهوده، وراكمها، ليصل إلى ما هو عليه اليوم، مستوحياً العديد من موضوعاته من الأزمات والظروف التي واجهها لبنان وشبابه.
 
 
 
 
وعند سؤاله عن التحدّيات التي يراها على صعيد لبنان خاصةً، يُشير لـ"النهار" إلى أن "قليلاً من الناس قد يرغبون في الاستثمار في فنّ يرونه من خلال الشاشة. وهذا أكبر تحدٍّ في لبنان خاصّةً". ويأمل خوري في أن يرغب الناس مع الوقت في الاستثمار والغوص أكثر في هذا الفن.
 
أما عن حجر الزاوية في هذا الفن الرقمي، فيؤكّد رالف "أن تسويق الفنّان لأعماله هو أهمّ ما يجب أن يركّز عليه أيّ فنان في مجال الـNFT كي ينجح ويتمكّن من كسب المال عبر فنّه".
 
 
 
 
أما عن الطريق التي رسمها خوري لنفسه، فيقول: "لم أندم أبداً، لأنني رغبت طوال حياتي في أن أكون فنّاناً، بالرغم من محبتي وبراعتي في الاختصاص الذي درسته، والذي استفدت منه"، مضيفاً "ما يهمّني اليوم هو أن يكبر اسمي أكثر". وقال في رسالة للشباب اللبناني عبر "النهار": "قد يكون كلّ شيء أكبر منك، ولكنك ستقف على قدميك دائماً".
 
من قصة نجاح شاب لبناني إلى الظروف، التي نحيا بها، واللا استقرار الذي ألفه جزء كبير من الشعب، وفي ظلّ عالم موازٍ تتطوّر فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل هستيريّ، وتتسارع الدول لتنظيمه والاستثمار فيه، هل تُشكل هذه الأنواع من الصناعات الرقمية العابرة للدول بارقة أمل ليرسم الفرد منّا طريقاً له، ومساراً يشبهه، غير ذلك الذي فُرض ويُفرض علينا كُلّ يوم وكُلّ دقيقة؟ هل نكون من الدول التي لا يفوتها القطار هذه المرّة؟
 
 
 

اقرأ في النهار Premium