يطمئن الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا المتخوفين من مهارات الذكاء الإصطناعي، واحتمال أن ينافسهم على مقاعد العمل بالعبارة الآتية : "إنه عصر تعلّم كل شيء، وليس عصر معرفة كل شيء".
وبإيضاحه الموجز دعوة من ناديلا إلى اعتبار الذكاء الإصطناعي أداة للإتكاء عليه في تطوير المهن والمشاريع المستقبلية بدلا من التوجس منه ومحاربته.
وبحسب تقرير أعدته "cnbc"، يبيّن مسح مشترك لكل من "لينكد إن" و"مايكروسوفت" أنّ المخاوف بشأن التكنولوجيا الناشئة التي تحل محل الوظائف لا تزال موجودة، وفقا لشهادات نحو 31 ألف شخص في 31 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والهند وسنغافورة وأستراليا والبرازيل.
سري للغاية
وكشفت المعطيات الأولية أن الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سرًا في المهام الجوهرية بسبب تنامي المخاوف من أن يبدوا قابلين للإستبدال.
ووصل استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، فهناك نحو 75 في المئة من الموظفين يستخدمونه في مكان العمل، إلا أن أكثر من نصفهم لا يريدون الإعتراف بأنهم يستخدمونه في أهم مهامهم. وذلك لأن 53 في المئة ممن يستخدمونه يشعرون بالقلق من أن ذلك يجعلهم يبدون قابلين للاستبدال.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر ما يقرب من نصف المهنيين بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ محل وظائفهم ويفكرون في ترك الوظائف الحالية في العام المقبل.
توضخ كوليت ستالباومر، المدير العام لشركة "مايكروسوفت كوبيلوت" والمؤسس المشارك لـ"مايكروسوفت مايركرولاب"، إن العمال بحاجة إلى التغلب على مخاوفهم والبدء في تبني الذكاء الاصطناعي.
عقلية النمو
وتضيف: "كلما تمكنت كموظف من الإتكاء والتعلّم، كلما كان حالك أفضل. أعتقد أن هذا هو المكان الذي يتعيّن على الناس فيه التغلب على حاجز الخوف قليلاً والانتقال إلى التفاؤل، وإلى عقلية النمو، واغتنام الفرصة لتعلّم هذه المهارات، لأن جميع البيانات تظهر أنها ستجعلهم أكثر قابلية للتسويق، سواء داخل الشركة، أو في حالة التطلع إلى الانتقال أو الحصول على وظيفة".
وأكدت أن الرؤساء "يحرصون على توظيف عمال يتمتعون بقدرات الذكاء الاصطناعي. والواضح ارتفاع معدل توظيف المواهب التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 323 في المئة خلال السنوات الثماني الماضية".
ولكنها أشارت إلى أن الطلب مرتفع أيضًا على العمال من خلفيات غير تقنية والذين يعرفون كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" و"مايكروسوفت كوبيلوت".
وأظهرت الدراسة أن "66 في المئة من القادة قالوا إنهم لن يوظفوا شخصًا لا يتمتع بمهارات الذكاء الاصطناعي، وأن 71 في المئة منهم يفضلون توظيف عامل أقل خبرة يتمتع بمهارات الذكاء الاصطناعي بدلاً من شخص أكثر خبرة بدونها".
الذكاء التوليدي
وعلى الرغم من أن الرؤساء يقدرون معرفة الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، إلا أنهم لا يتخذون نهجًا نشطًا لتطوير مهارات الموظفين. وما يقرب من نصف المديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة لا يستثمرون حاليًا في أدوات أو منتجات الذكاء الاصطناعي للموظفين، ويخطط ما يزيد قليلاً عن ربع الشركات لتقديم التدريب على الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا العام.
وفي الوقت نفسه، تلقى 39 في المئة فقط من الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل على مستوى العالم تدريبًا على الذكاء الاصطناعي من أصحاب العمل.
وقال أنيش رامان، نائب الرئيس وخبير القوى العاملة في" لينكد إن": "المثير للإهتمام بشأن البيانات هو أنه يبدو أن الموظفين يفهمونها فيما يتعلق باعتماد الذكاء الاصطناعي، ولكن يبدو أن الشركات لم تفهمها بالكامل بعد".
وأوضح: "الأمر المهم هو أنه إذا كنت تمثل شركة، فأنت إما تتخلف عن الركب أو تتقدم. لا يوجد موقف ثابت ولذلك يجب أن تجري محادثات حول وجهة نظرك بشأن الذكاء الاصطناعي وكيف سيؤدي إلى تنمية الأعمال التجارية".
بحاجة للمهارات
يقول أكثر من ثلاثة أرباع المهنيين أنهم بحاجة إلى مهارات الذكاء الاصطناعي ليظلوا قادرين على المنافسة في سوق العمل، وأن ذلك سيتيح لهم الوصول إلى المزيد من فرص العمل.