أعلن إيليا سوتسكيفر المشارك في تأسيس شركة "أوبن إيه آي" الصانعة لروبوت الدردشة "شات جي بي تي"، عبر منصة "إكس" ("توتير" سابقاً)، أنه سيترك "أوبن إيه آي" بعد عقد تقريبًا من مشاركته في تأسيسها.
وقال إنه واثق من أن الشركة "ستبني ذكاءً عامًا اصطناعيًا آمنًا ومفيدًا" تحت قيادة الرئيس التنفيذي سام ألتمان، والرئيس غريغ بروكمان، وكبيرة مسؤولي التكنولوجيا ميرا موراتي.
وتوضيحاً، يعبّر مصطلح "ذكاء اصطناعي عام" عن تصور لمرحلة من التطور يطبق ذكاء الآلات على كل مناحي المعرفة الإنسانية، وكذلك فإنه يكون قادراً على التعامل مع كل أنواع المدخلات بصورة مباشرة، على غرار ما يفعل العقل البشري. وبسبب قدرات الحوسبة المتقدمة في تلك الآلات، سيصبح ذكاؤها تلقائياً متطوراً عما لدى البشر بأشواط كثيرة. ويبدي كثيرون خشية من تلك المرحلة، باعتبارها تهدد بانفلات الآلات الذكية من سيطرة البشر عليها.
وفي تدوينة نشرها على الإنترنت، وصف ألتمان زميله السابق سوتسكيفر، بأنه "أحد أعظم العقول في جيلنا" ونسب إليه الفضل في عمله مع الشركة.
وبينما أشاد سوتسكيفر وألتمان ببعضهما البعض في رسائل الوداع، تورط الاثنان في أكبر فضيحة للشركة العام الماضي. ففي شهر تشرين الثاني، قام مجلس إدارة شركة "أوبن إيه آي" فجأة بطرد ألتمان ورئيس الشركة غريغ بروكمان.
وآنذاك، أعلنت الشركة أنه "لم يعد مجلس الإدارة يثق في قدرة ألتمان على مواصلة قيادة أوبن إيه آي".
وحينها، تورط سوتسكيفر، الذي كان عضوًا في مجلس الإدارة، في إقالة ألتمان وغريغ، وفقاً لموقع "إن غادجت".
وتبعاً للتقارير التي صدرت في ذلك الوقت، برز خلاف بين ألتمان وسوتسكيفير يتعلق بمدى سرعة تطوير "أوبن إيه آي" وتسويق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها.
يشار إلى أن ألتمان وبروكمان أُعيدا إلى منصبيهما بعد خمسة أيام من طردهما، وكذلك جرى حل مجلس الإدارة الأصلي واستبداله بمجلس جديد.
وقبل وقت قصير من حدوث ذلك، نشر سوتسكيفر على موقع "إكس" أنه "يأسف بشدة لمشاركته في تصرفات مجلس الإدارة" وأنه سيبذل كل ما في وسعه "لإعادة توحيد الشركة". ثم استقال من منصبه كعضو في مجلس الإدارة، لكنه بقي في منصب كبير علماء الشركة، فيما تذكر صحيفة "نيويورك تايمز" أن سوتسكيفر لم يعد إلى العمل أبدًا.
ووفق تدوينة شاركها مع الجمهور على الإنترنت، بيَّن سوتسكيفر أنه ينتقل إلى مشروع جديد "شخصي" بالنسبة له، على الرغم من أنه لم يشارك تفاصيل حوله بعد. أما بالنسبة للشركة، فقد كشفت أخيرًا عن نظامها الجديد "جي بي تي 4 او" GPT-4o، الذي تدعي أنه يمكنه التعرف على المشاعر ويمكنه معالجة وتوليد المخرجات في النصوص والصوت والصور.