صرّح الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك" الشركة الأكبر لإدارة الأصول في العالم، أنّ الشركة تجري محادثات مع حكومات مختلفة حول سبل تمويل الاستثمارات المهمّة لدعم الذكاء الاصطناعيّ. ويُعرف عن "بلاك روك" أنّها تدير أصولاً تبلغ قيمتها عشرة تريليونات دولار، وفق أرقام نهاية العام 2023.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره مستقبل التكنولوجيا في العالم، ولكنّه يتطلّب مراكز بيانات ومصانع أشباه الموصلات التي تتطلّب كميات هائلة من الكهرباء.
تحدّث لاري فينك، الرئيس التنفيذيّ لشركة "بلاك روك"، عن بُعد في مؤتمر عُقد في روما. وقال: "ستتطلّب مراكز بيانات الذكاء الاصطناعيّ هذه طاقة أكبر من أيّ شيء يمكن أن نتخيّله. نحن في مجموعة السبع ليس لدينا ما يكفي من الطاقة"، معتقداً أنّ هذا "سيخلق تحدّيًا تنافسيًّا حقيقيًّا للدول".
وأشار فينك إلى أنّه من المرجّح أن يجري بناء مراكز البيانات في الأمكنة التي تكون فيها إمدادات الطاقة أرخص، ما يزيد الحاجة إلى دعم الدولة في المناطق التي لا تكون فيها تكاليف الطاقة تنافسيّة.
تريليونات الدولارات
كذلك أكّد فينك أنّ الاستثمارات في بناء مراكز البيانات ومصانع الرقائق الإلكترونيّة التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعيّ وتشغيلها، والتي تقدّرها شركة "بلاك روك" بتريليونات الدولارات، تتطلّب مشاركة مستثمري القطاع الخاصّ، ويمكن أن تكون فرصة عظيمة لصناديق التقاعد وشركات التأمين. وأضاف أنّ هذه "ستكون مشكلة كبيرة بالنسبة إلى أوروبا".
في السياق عينه، ذكرت اليابان في وقت سابق إنّها تتوقّع الحاجة إلى زيادة إنتاج الكهرباء بنسبة 35 في المئة إلى 50 في المئة في حلول العام 2050، بسبب الطلب المتزايد من مصانع أشباه الموصلات ومراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعيّ.
وبحسب فينك، "نجري محادثات مع حكومات كثيرة في الوقت الحاليّ بشأن كيفيّة توفير رأس المال"، مضيفاً أنّ دول مجموعة السبع لا يمكنها تحمّل التكلفة نظراً إلى خطر حدوث "أزمة ماليّة".
وحذّر فينك من أنّ "العجز الذي نشهده في مجموعة السبع أصبح عبئاً على أطفالي وأطفالكم وأحفادنا".
ويذكر أنّ "بلاك روك" تساهم في التركيز على البحث الذي يجمع بين الذكاء الاصطناعيّ والتكنولوجيا الماليّة. كذلك تتيح دليل المستثمر للذكاء الاصطناعيّ الذي يفحص تأثيرات الذكاء الاصطناعيّ في الاقتصاد العالميّ، ويقدّم نصائح لتحديد فرص الاستثمار.