بعد تفكّك الإتحاد السوفياتي، ورثت روسيا نحو 50 ألف دبابة، لكنّ العدد تضاءل إلى 13 ألف دبابة عام 2017، من بين 73 ألف دبابة لدى دول العالم أجمع، بما يعني أنّ روسيا تمتلك نحو 17 في المئة من إجمالي الدبابات في العالم.
بعد تفكّك الإتحاد السوفياتي، ورثت روسيا نحو 50 ألف دبابة، لكنّ العدد تضاءل إلى 13 ألف دبابة عام 2017، من بين 73 ألف دبابة لدى دول العالم أجمع، بما يعني أنّ روسيا تمتلك نحو 17 في المئة من إجمالي الدبابات في العالم.
وبدخول روسيا الحرب مع أوكرانيا، تراجع العدد بسبب استهداف الدبابات من قبل المسيّرات الأوكرانية، الأمر الذي استدعى اللجوء إلى ما يشبه صدفة السلحفاة لحماية الجنود والآلات العسكرية.
في أواخر عام 2021، بدأت روسيا بلحام أقفاص معدنية فوق أبراج دباباتها، في محاولة لحمايتها من الهجوم. وقد أثبتت الأقفاص عدم فعاليتها، إذ أطلق عليها بعض المحللين الغربيين ساخرين اسم "درع الدعم العاطفي". والآن أدخلت روسيا عملية تحديث أكثر كثافة، وذلك باستخدام الصفائح المعدنية لتطويق بعض دباباتها بالكامل. وقد أكسب الدرع الجديد المركبات لقب "دبابات السلاحف". فهل تجهيز الدبابات بهذه الطريقة سيساعد حقاً في حمايتها من الهجمات الصاروخية أو الطائرات المسيرة الانقضاضية؟
تقول مجلة Economist البريطانية، على الرغم من أن الصفائح المعدنية المعدلة قد تبدو خاماً، إلا أنها أثبتت فعاليتها في الماضي. ويعود تاريخ الدرع المتباعد -أي إضافة طبقة على مسافة قصيرة من الطبقة الأساسية للحماية- إلى الحرب العالمية الأولى، عندما تم استخدامها على السفن.
وعندما تصطدم القذيفة بالطبقة الأولى من المعدن، فإنها تضعف وتخرج عن مسارها، ما يجعلها أقل فعالية عندما تصل إلى الدرع الرئيسية. وتم استخدام "دروع السلاحف" المتباعدة في الدبابات خلال الحرب العالمية الثانية لحمايتها من الرؤوس الحربية "ذات الشحنات المشكلة" التي كانت تحملها أسلحة جديدة مثل البازوكا والقذائف الصاروخية. عند تفجيرها، تنتج هذه الرؤوس الحربية نفاثاً من المعدن شديد الحرارة الذي يخترق الدروع. لكن الطائرة تحافظ على شكلها فقط على مسافة قصيرة، حيث تتسبب الصفائح المعدنية في انفجارها بعيداً عن الهدف، ما يقلل من فعاليتها.
ويبدو أن القوات المسلحة الروسية تأمل في أن توفر الصفائح المعدنية حماية مماثلة ضد الطائرات من دون طيار الأوكرانية. حيث تقوم الدبابات المعدلة، ومعظمها من طراز T-72 التابعة للواء الخامس للبنادق الآلية الروسي، باختراق المركبات؛ فهي تدفع محراث ألغام لتنفجر أو تدفع الألغام المضادة للدبابات جانباً وتخلق ممراً للمركبات الأخرى، وهذا عادة ما يجذب نيراناً كثيفة، وفق ترجمة لـ"عربي بوست".
لكن تقول مجلة الإيكونومست، إن استخدام الدروع الواقية لها جوانب سلبية كبيرة، حيث تبطئ حركة الدبابات، كما أنها تمنع الدبابة من تدوير برجها، ما يحد من قدرتها على إطلاق النار على المهاجمين، ويقيد الرؤية بشدة لدى طاقم الدبابة.
ويمثل العدد الهائل من الطائرات من دون طيار الفعالة الرخيصة المستخدمة في أوكرانيا مشكلة لكلا الجانبين. فهي قادرة على تدمير حتى الدبابات الحديثة الأكثر تسليحاً، بما في ذلك دبابة أبرامز الأمريكية وتشالنجر 2 البريطانية. وتعمل كل من أمريكا وبريطانيا على تطوير نماذج جديدة لدبابات إم 10 بوكر وتشالنجر 3، على التوالي، وسوف ترغبان في حمايتها من الطائرات من دون طيار.