دافع رئيس "أوبن أيه آي" سام ألتمان عن الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تعتمده شركته في نموذجها معتبراً أنه "آمن بما يكفي"، وحضّ الفاعلين في القطاع على تحقيق تقدّم سريع في هذه التكنولوجيا، على الرغم من الجدل المُثار راهناً حول الشركة المُبتكرة لبرنامج "تشات جي بي تي".
وقال ألتمان، في كلمة خلال مؤتمر "بيلد" السنوي لـ"مايكروسوفت"، الشركة المستثمرة الرئيسية في "اوبن ايه آي"، إنّ "تشات جي بي تي 4" "بعيد عن المثالية. ولا يزال أمامنا عمل كثير، لكنّه يُعدّ عموماً قوياً بما يكفي وآمناً لعدد كبير من المستخدمين".
وبعد الإعلانات المبهرة لـ"أوبن أيه آي" و"غوغل" عن أحدث ابتكاراتهما في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع المقبل، وقبل أسابيع من الإعلانات المرتقبة لـ"آبل" في حزيران، كان دور "مايكروسوفت" هذا الأسبوع لعرض ابتكاراتها في التكنولوجيا التي تُعدّ بمثابة ثورة صناعية جديدة.
لكنّ تراكم الجدل المثار حول الذكاء الاصطناعي خطف إلى حد ما الأضواء من شركة تكنولوجيا المعلومات الكبرى التي تصف نفسها بـ"الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي".
وكان ألتمان توجّه، الثلثاء، بالاعتذار إلى الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون بعدما اتهمت "اوبن ايه آي" بأنها نسخت صوتها واعتمدته لأداة المساعدة في "تشات جي بي تي".
وعلّقت الشركة صوت أداة المساعدة "سكاي" الذي ابُتكر بواسطة الذكاء الاصطناعي واستُخدم خلال عرض قدرات نموذجها الجديد "جي بي تي- 4,0".
وقالت الممثلة، في بيان الإثنين، إنّها رفضت استخدام صوتها، ولفتت إلى أنّها "صدمت" من التشابه القوي.
وقالت في بيان أصدرته: "في أيلول الماضي، تلقيت عرضاً من سام ألتمان، الذي أراد اختياري لأكون صوت نظام تشات جي بي تي بنسخة 4,0 الحالية".
وأضافت: "قال إنه يعتقد أن صوتي سيريح الناس"، مؤكدة أنها "رفضت العرض".
وتابعت الممثلة قائلة: "عندما سمعتُ العرض التوضيحي، شعرتُ بالصدمة والغضب وعدم التصديق لأن ألتمان طوّر صوتاً يشبه صوتي بشكل مخيف لدرجة أن أصدقائي المقربين ووسائل الإعلام لم يتمكنوا من تسجيل أي فرق".
"منتجات ملفتة"
وشجّع آلاف المطوّرين الذين يتابعون المؤتمر على "الاستفادة" من هذه "الفترة المميزة"، "الأكثر إثارة للحماسة منذ ابتكار الهاتف المحمول، أو حتى الإنترنت".
وقال إنّ "المرحلة الحالية لا تشكل الوقت المناسب لتأجيل أفكاركم أو انتظار الابتكارات المقبلة".
كما أشاد بأداء النموذج الجديد من "تشات جي بي تي"، قائلاً إنّ "السرعة والتكلفة مهمان جداً. ومع "جي بي تي- 4,0"، نجحنا في خفض سعره إلى النصف ومضاعفة سرعته".
وأكد أنّ "النماذج ستصبح أكثر ذكاءً" في المستقبل، معتبراً أنّ "هذا الجانب هو الأكثر أهمية".
وينتاب عدد كبير من المراقبين والمسؤولين قلق إزاء السرعة الفائقة التي تنشر بها شركات التكنولوجيا الكبرى أدوات ذكاء اصطناعي متطوّرة ومشابهة للبشر بصورة أكبر.
وتحتفي الشركات نفسها بالتقدم المتسارع الذي أحرزته، مؤكّدةً أنّ ما أُنجز حتى اليوم "ليس سوى البداية".
لكنّ المشهد تتخلله بعض الأصوات المعارضة مثل يان لايكه، الرئيس السابق لفريق "اوبن ايه آي" المسؤول عن الإشراف على المخاطر المحتملة الطويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق الذي يتمتع بقدرات معرفية مشابهة لتلك الخاصة بالبشر.
وتقدم لايكه باستقالته في الأسبوع الفائت، وكتب عبر منصة إكس "يجب أن تصبح أوبن إيه آي شركة تضع سلامة الذكاء الاصطناعي العام فوق كل الاعتبارات الأخرى". وغادر الشركة أيضاً أحد مؤسسيها هو إيليا سوتسكيفر. وقد حلّت "أوبن أيه آي" الفريق ووزعت أعضاءه على فرق أخرى.
"كالدواء"
وأكد سام ألتمان أنه سيتعامل بجدّية مع جانب السلامة لنماذج الذكاء الاصطناعي التي يزداد استخدامها على نطاق واسع على الرغم من الغموض في عملها.
وشبّه الوضع بتناول دواء، قائلاً إنّ "الشخص يرغب في التأكّد من أنه آمن".
وقال رئيس شركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا، في كلمته الافتتاحية: "أودّ أن أشكر أعضاء فريق اوبن ايه آي على شراكتهم ومقاربتهم المسؤولة في ما يتعلق بالابتكار، ممّا يُتيح للقطاع التقدّم".
وكانت "مايكروسوفت" كشفت النقاب، الاثنين، عن فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية تُسمّى "كوبايلوت بلاس" Copilot Plus "تتميز بوجود أدوات ذكاء اصطناعي توليدي مدمجة مباشرة في "ويندوز"، نظام التشغيل الرائد عالمياً للشركة.
ويتوفر نظام ذكاء اصطناعي شبيه ببرنامج "تشات جي بي تي"، تطلق عليه مايكروسوفت اسم "كوبايلوت"، عبر منتجات الشركة، بما يشمل برنامجي "تيمز" و"أوتلوك" ونظام التشغيل ويندوز الخاص بها.
واعتبر الخبير في الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس أنّ أجهزة الكمبيوتر الجديدة تشكل "هدفاً كبيراً" لعمليات القرصنة الإلكترونية.
وكتب الخبير في الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس، عبر منصة "إكس"، إنّ "الحكومة الأميركية اتهمت مايكروسوفت أخيراً بارتكاب أخطاء خطرة في مجال الأمن السيبراني، ساعدت مجموعة من المقرصنين الصينيين على اقتحام خوادمها للوصول إلى عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بعدد كبير من المسؤولين.