لدى الرئيس التنفيذي لشركة "زوم"، إريك يوان، رؤية مثيرة للجدل حول مستقبل العمل، حيث يمكن للصور الرمزية الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي حضور الاجتماعات نيابةً عن الموظفين!
هذا المفهوم، الذي تم الكشف عنه في مقابلة مع "ذا فيرج"، من شأنه أن يحرر الجدول الزمني للموظفين، وأن يعطي مساحة لمهام أخرى ويسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت مع العائلة أو متابعة المساعي الإبداعية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تطورات تكنولوجية هائلة قبل أن تصبح هذه الرؤية حقيقة.
يعتقد يوان أن الذكاء الاصطناعي لديه الإمكانيات لأتمتة جزء كبير من أنشطة عملنا، بما في ذلك حضور الاجتماعات وإدارة رسائل البريد الإلكتروني وإجراء المكالمات الهاتفية. ومن شأن هذا التحول أن يمنحنا وقتًا ثمينًا للتركيز على التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات بشكل إبداعي.
وأوضح يوان بأن "هيكل أسبوع العمل الحالي المكون من خمسة أيام غير مستدام لأنه مليء بالمهام المتكررة". وأكد كذلك أن "زوم" سيساعد في تحقيق أسبوع عمل مدته أربعة أيام باستخدام الذكاء الاصطناعي للتعامل مع اجتماعات "زوم".
أضاف: "لا يقتصر الأمر على اجتماعات زوم، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من جوانب عملنا اليومي، بما في ذلك المحادثات، ورسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، واللوحات البيضاء، والبرمجة، والمهام الإبداعية، وواجبات الإدارة وإدارة المشاريع. ومن خلال الجمع بين مساعدة الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المبتكرة، يمكننا التحرك في هذا الاتجاه. وهذا هو جوهر منصة "Workplace" الخاصة بنا"؛ وهو يمثل الفصل الثاني من رحلة زوم".
وفي حين أن حضور الاجتماعات من خلال التوائم الرقمية، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، قد يبدو بعيد، فإن يوان يعتقد بأن التكنولوجيا قابلة للتحقيق. وهو يدرك التحديات التي ينطوي عليها الأمر، مثل تطوير صور رمزية ثلاثية الأبعاد وواقعية ونماذج لغوية كبيرة (LLMs) قادرة على اتخاذ قرارات موثوقة. ومع ذلك، فهو متفائل بشأن قدرة زوم على التغلب على هذه القيود وتحقيق رؤيته.
وقال يوان: "لقد ناقشنا هذه الرؤية قبل بضع سنوات في "Zoomtopia"، مؤتمر المستخدمين الخاص بنا. تخيل عالماً نعيش فيه أنا وأنت في وادي السيليكون، ولكن على بعد أميال. مع التطورات المستقبلية، عندما نتلقى مكالمة، سنشعر كما لو أننا نجلس في نفس الغرفة".
تابع: "ستشعر بأن المصافحة واقعية، وسينقل العناق الدفء الحقيقي. بالإضافة إلى ذلك، ستؤدي الترجمة اللغوية في الوقت الفعلي إلى إزالة حواجز الاتصال. إذا لم يكن حضور الاجتماع ضروريًا، فيمكنك إرسال نسخة رقمية منك للمشاركة بسلاسة في المحادثة. هذه الرؤية هي ما تصورناه منذ سنوات".
ولتحقيق هذا الهدف، تستثمر "زوم" بشكل كبير في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي. أنشأت الشركة فريقًا متخصصًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتعمل بقوة على تطوير وظائف الذكاء الاصطناعي الجديدة لمنصتها.
وأشار يوان: "نحن نتحول إلى شركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أولاً. إننا ننظر إلى الوظائف الأساسية مثل الاجتماعات وطرح الأسئلة. ميزة ملخصات الاجتماعات متاحة منذ ما يقرب من عام. إننا نبحث حالياً في كيفية تحسينها",
يعد دور الذكاء الاصطناعي في صقل مستقبل العمل أمرًا يجب مراقبته على الرغم من عدم اليقين المحيط به. ومع ذلك، فإن رؤية "زوم" للتوائم الرقمية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي هي بلا شك رؤية مثيرة للاهتمام.