أعلنت المملكة العربية السعودية عزمها على إنشاء ما لا يقل عن 50 شركة لتصميم أشباه الموصلات في المملكة بحلول عام 2030 بعد إطلاق مبادرة جديدة لتطوير القطاع.
سيُدعم هذا المشروع من خلال صندوق رأس مال استثماري يتجاوز مليار ريال سعودي (266 مليون دولار) كجزء من المركز الوطني الجديد لأشباه الموصلات.
كُشف عن هذا المركز خلال منتدى مستقبل أشباه الموصلات 2024 في الرياض، وهو عبارة عن جهد استراتيجي لإنشاء نظام بيئي لصناعة تصميم أشباه الموصلات في المملكة.
وتعد هذه المبادرة جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها السعودية لتحفيز وجذب المواهب إلى هذا القطاع، مستهدفةً الابتكار من خلال إطلاق صندوق رأس مال استثماري للتكنولوجيا يتجاوز مليار ريال سعودي والاستثمار في الصناعة.
علاوة على ذلك، يسعى المركز إلى جذب 25 خبيرًا عالميًا في هذا المجال، ويهدف إلى تدريب 5000 مهندس على تصميم أشباه الموصلات بحلول عام 2030.
وفي أعقاب النقص العالمي في أشباه الموصلات بعد وباء كوفيد 2019، جرى التأكيد على أهمية القطاع، ما دفع المملكة إلى الشروع في استراتيجية لمعالجته.
وفي حديثه خلال المنتدى، أكد روس جاتو، رئيس قطاع أشباه الموصلات في شركة "آلات"، أهمية هذا المشروع قائلاً: "أرى أن المستقبل هو المكان الذي تدمج فيه العديد من التقنيات معًا والتي كانت تعتبر مختلفة تمامًا في الماضي".
وأضاف: "كما يقول المثل، يتطلب الأمر قرية لتربية طفل، ولحسن الحظ، ومن خلال المركز الوطني لأشباه الموصلات، وبمساعدة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، سنحقق ذلك. لقد استغرق بناء وادي السليكون عقودًا من الزمن، ومع المركز الوطني لأشباه الموصلات، سنكون قادرين على تسريع ذلك من خلال العمل معًا".
النسخة الثالثة من مُنتدى مُستقبل أشباه الموصلات
يجمع المُنتدى عددًا من صناع القرار، وقادة الصناعة والخبراء والباحثين في مجال تقنيات أشباه الموصلات، مثل البروفيسور شوجي ناكمورا الحائز جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2014، والبروفيسور كانج وانج أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر، المشارك في إدارة مركز علوم وهندسة الكم بجامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس، أستاذ الهندسة الكهربائية في شركة رايثيون، والبروفيسور ستيفن دينبارس أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات بجامعة كاليفورنيا - سانتا باربرا، الحائز أكثر من 190 براءة اختراع أميركية، المُشارك في تأسيس معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وتأسيس 4 شركات في مجال الضوئيات والإلكترونيات.
ويهدف المُنتدى إلى استعراض الفُرص الواعدة بتوطين صناعة تصميم أشباه الموصلات لتصبح السعودية لاعبًا رئيسًا في منظومتها، وتعزيز التعاون البحثي وتبادل أفضل المُمارسات في مجال تطويرها وتصنيعها.
ويتناول الحدث على مدار يومين، عددًا من المحاور التي ترسم خارطة الطريق لمُستقبل صناعة أشباه الموصلات في السعودية من خلال استكشاف الفُرص بسلسلة القيمة لأشباه الموصلات، بدءًا من المواد الخام وصولاً إلى هذه الأشباه، وتحفيز الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة لتبني صناعتها. كما مُناقشة تطبيقات هذه التقنية المُتطورة في مجالات الفضاء واستكشافه، وتقنيات الضوئيات، واتصالات الجيل السادس وما بعدها، ومركبات الطاقة الكهربائية، والمُستشعرات المُتكاملة.
وتشهد أعمال المُنتدى، الإعلان عن مُبادرات مُهمة لدعم مكانة المملكة في مجال أشباه الموصلات العالمي وتحقيق تأثيرات تحولية في منطقة الشرق الأوسط، والإسهام بتنمية المواهب في هذا المجال الحيوي، ومُعالجة تحدّياته بشكل فعّال، ويتضمن جدول أعماله أنشطة علمية من محاضرات وجلسات حوارية، وملصقات بحثية، ومعرضًا مصاحبًا للشركات العالمية لعرض آخر التطورات في مجال تطوير وتصنيع تصميم أشباه الموصلات.