منذ سنوات طويلة توافد الرسّامون والمصوّرون وغيرهم من الفنّانين على منصّة "إنستغرام" لمشاركة ملفّاتهم الشخصيّة وعرض أعمالهم، وتحقيق تواصل اجتماعيّ لتكوين جمهور بغية الوصول إلى الشهرة. يهاجر الكثيرون اليوم من المنصّة، ويقولون إنّ سبب مغادرتهم لمنع الشركة الأمّ لتطبيق "ميتا" من استخدام فنونهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ، بعد أن كشفت الشركة مؤخّراً أنّها تقوم بتدريب منشئ صور الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ الخاصّ بها باستخدام صور "إنستغرام" العامّة.
يعيد الفنّانون البصريّون مشاركة الرسائل والقوالب على حساباتهم احتجاجًا، حيث يقول الكثيرون إنّهم ينتقلون إلى تطبيق "كارا"، وهو تطبيق مخصّص للفنّانين يحظّر منشورات الذكاء الاصطناعيّ والتدريب. ونتيجة لذلك، وفي ما يزيد قليلاً عن أسبوع،
ارتفعت قاعدة مستخدمي "كارا" من أقلّ من 100000 إلى 700000 ملفّ شخصيّ، ما أدّى إلى وصولها إلى أعلى تصنيفات متجر التطبيقات.
ما هو تطبيق "كارا"؟
هو تطبيق للتواصل الاجتماعيّ مصمّم للمبدعين، حيث يسمح للفنّانين بمشاركة أعمالهم أو أفكارهم الشخصيّة في شكل نصّ. يبدو مشابهًا لمنصّات معروفة "إكس" و"إنستغرام"، ويتمتّع بإمكانية الوصول إلى تطبيق الهاتف المحمول والمتصفّح.
هل تستخدم "كارا" الذكاء الاصطناعيّ؟
توضّح الشركة عبر
موقعها الإلكترونيّ إنّها "لا تتّفق مع أدوات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّة في شكلها غير الأخلاقيّ الحاليّ". وتضيف بأنّ التطبيق لن يستضيف حافظات تمّ إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعيّ ما لم يتمّ حلّ المشكلات الأخلاقيّة وخصوصيّة البيانات المتفشّية حول مجموعات البيانات من خلال التنظيم، وفي حال صدور تشريع لحماية الفنّانين بشكل واضح، تقول الشركة :"إنّه يجب تصنيف المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعيّ بشكل واضح حتّى يتمكّن الجمهور من البحث بسهولة عن الفنّ والوسائط من صنع الإنسان".
يتصاعد التوتّر بين المبدعين في الفضاء الرقميّ وشركات الذكاء الاصطناعيّ، يعتبر هؤلاء أن ما يتمّ نشره علنًا على "الإنترنت" بمثابة بيانات وموادّ لتدريب الذكاء الاصطناعيّ، وسط مخاوف بأن يتمتّع المنتج النهائيّ بالقدرة على استبدال الأشخاص الذين أنشأوا بيانات التدريب، بمن في ذلك المؤلّفون والموسيقيّون والفنّانون البصريّون.