طالب ثلاثة من مشرّعي الولايات المتحدة بفحص أكثر دقة لتطبيق تجميع الأخبار الشهير "نيوز بريك" (NewsBreak)، وذلك بعد أن كشفت "رويترز" عن أصوله الصينيّة واستخدامه أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج قصص مغلوطة.
استند تقرير "رويترز" إلى وثائق محكمة لم يُكشف عنها سابقًا تتعلق بانتهاك حقوق النشر، ورسائل وقف وإلغاء، ومذكرة داخلية للشركة من عام 2022، وفيها تسجيل مخاوف بشأن "القصص التي يولّدها الذكاء الاصطناعي"، لتحديد ما لا يقلّ عن 40 حالة أثّر فيها استخدام "نيوز بريك" أدوات الذكاء الاصطناعي على المجتمعات التي تسعى لخدمتها.
وقال السيناتور مارك وارنر، وهو ديمقراطيّ يترأس لجنة الاستخبارات: "الأمر الوحيد الأكثر إثارة للرعب من شركة تتعامل مع أخبار غير موثوقة ومُولَّدة اصطناعيًا هو شركة لها روابط عميقة مع حكومة أجنبية معادية".
وأضاف: "هذا مثال آخر على التهديد الخطير الذي تشكّله التقنيات الوافدة من دول تُثير القلق. كذلك هو تذكير صارخ بأننا بحاجة إلى نهج شامل لمواجهة هذا التهديد. لا يمكننا ببساطة الفوز في لعبة القط والفأر مع شركات فردية".
من جهتهم، أعرب مشرعون عن مخاوفهم بشأن روابط "نيوز بريك" الحالية والتاريخية مع المستثمرين الصينيين، ومن وجود الشركة في الصين، حيث يعمل العديد من مهندسيها.
ردًا على طلب من "رويترز" للتعليق على تصريحات المشرعين، قالت الشركة إن "نيوز بريك هي شركة أميركية، وكانت دائمًا كذلك. أي ادعاء على عكس ذلك غير صحيح".
ردًا على إطلاق "نيوز بريك" في الولايات المتحدة عام 2015 كشركة تابعة لتطبيق تجميع الأخبار الصيني "Yidian"، أشار تقرير "رويترز" إلى أن كلتا الشركتين أسسهما جيف زينغ، الرئيس التنفيذي لشركة "نيوز بريك"، وأن الشركتين تتشاركان براءة اختراع أميركية مسجلة في عام 2015 خاصة بخوارزمية "محرك الاهتمامات" (Interest Engine)، والتي توصي بمحتوى الأخبار بناءً على اهتمامات المستخدم وموقعه. وأضاف التقرير أن "Yidian" حصلت في عام 2017 على ثناء من مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لكفاءتها في نشر الدعاية الحكومية. ولكن رويترز لم تجد أي دليل على أن "نيوز بريك" قامت بمراقبة المحتوى أو إنتاج أخبار تصبّ في مصلحة الحكومة الصينية.
وقال النائب راجا كريشنامورثي، وهو ديمقراطي بارز في اللجنة الفرعية بمجلس النواب المعنية بالصين، في إشارة إلى "Yidian" ومستثمرها السابق، مؤسسة الإعلام الحكومية "فينيكس نيوز ميديا" (Phoenix New Media): "هذا التقرير يسلط الضوء على أسئلة جدية حول "نيوز بريك" وعلاقتها التاريخية بكيانٍ ساعدَ الحزب الشيوعي الصيني، وكذلك بوسائل الإعلام الحكومية الصينية".
وأضاف كريشنامورثي أن الأميركيين لهم الحق في "الشفافية الكاملة" بشأن أيّ روابط تربط موزّعي الأخبار بالحزب الشيوعي الصيني، خاصة في ما يتعلق باستخدام "الخوارزميات المعقدة" وأدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج الأخبار.
وأشارت النائبة الجمهورية إليس ستيفانيك إلى أن دعم شركة "IDG Capital" لتطبيق "نيوز بريك" يجعل التطبيق "يستحق المزيد من التدقيق". وقالت: "لا يمكننا السماح لخصومنا الأجانب بالوصول إلى بيانات المواطنين الأميركيين لاستخدامها كسلاح ضد مصالح أميركا".
واستطردت رويترز بأن "نيوز بريك" هي شركة ناشئة خاصة، وأن داعميها الرئيسيين هما شركتا الأسهم الخاصة "فرانسيسكو بارتنرز"، ومقرها في سان فرانسيسكو، و"آي دي جي كابيتال"، ومقرّها في بيجينغ. وأضاف التقرير أن "آي دي جي كابيتال" أُضيفت في شباط إلى قائمة تضمّ عشرات الشركات الصينية التي قال البنتاغون إنها تتعاون على ما يُزعم مع جيش بيجينغ.
وأكدت "آي دي جي كابيتال" لوكالة "بلومبرغ" في شباط أنها لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالجيش الصيني، ولا ينبغي أن تكون مدرجة في تلك القائمة. ولم ترد "آي دي جي" على الفور على طلب التعليق بشأن رد فعل المشرّعين الأميركيين.
وفي حين امتنع متحدث باسم "فرانسيسكو بارتنرز" سابقًا عن الإجابة عن أسئلة "رويترز" بشأن استثمارهم في "نيوز بريك"، فقد وصف القصة بأنها "كاذبة ومضللة"، لكنه رفض تقديم تفاصيل أخرى إلى جانب قوله إن وصفهم بأنهم "الداعم الرئيسي" لـ"نيوز بريك" غير صحيح، لأن استثمارهم كان أقل من 10 في المئة. ولم يقدموا أي وثائق لإثبات حجم حيازتهم.